المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الاثنين 15 أيلول 2025 - 07:23 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

متغيّرات سريعة ومترابطة مع انسداد الحلول

متغيّرات سريعة ومترابطة مع انسداد الحلول

"ليبانون ديبايت"-فادي عيد



تشي التهديدات الإسرائيلية باحتمال العودة إلى "نموذج حرب أيلول" على لبنان، بأن سقوط الخطوط الحمر في قطر، قد أسقط كل معادلات الردع العسكرية والديبلوماسية، بحيث لم تعد من حواجز مرفوعة في وجه عمليات الإغتيال والضربات من غزة إلى لبنان فسوريا واليمن وتونس، وصولاً إلى قطر التي ضُربت مرتين، من إيران ثم من إسرائيل.

ويعزِّز هذا السيناريو "التفجيري"، كما يوصّفه مصدر ديبلوماسي، أن إسرائيل اليوم، في لحظةٍ يحكمها اليمين المتطرّف، وهو إلغائي لكل هوية أخرى، ويعيش عليه ويتغذّى ويستفيد منه بنيامين نتنياهو، رغم أنه ليس منخرطاً في التيار الديني والأصولية الدينية، إنما بمعنى توظيفه لأصولية استراتيجية، في حربه في غزة كما خارج حدودها في فضاء المنطقة. ويأسف المصدر الديبلوماسي، عندما يتوقف عند الواقع الملموس لدى إسرائيل، كما لدى أطرافٍ إقليمية ودولية، لأن إسرائيل تشعر بأن ما من توازن معها، ولذلك، فهي مستمرة في سياسات التطرّف التي تؤدي إلى المزيد من التفجّر وإلى تعزيز الراديكالية في المنطقة.


وتقود كل هذه المعطيات إلى السؤال المطروح لبنانياً بالدرجة الأولى، وهو ما إذا كان من الجائز أن يبقى لبنان أسيراً لهذه السياسة الإسرائيلية، وأن يبقى في موقع المتلقّي للرسائل الإسرائيلية المتطايرة فوق أراضيه، والتي تحمل تهديداً إلى الجبهة العربية الواسعة، بأن ما من سيادة تعلو على العدوانية الإسرائيلية. ولذلك، يرى المصدر الديبلوماسي، بأنه على الحكومة أن تنجز فوراً عملية بسط سلطتها على جنوب نهر الليطاني، وأن تستكمل العملية في شمال النهر في مراحل مقبلة، بصرف النظر عن كل ما رافق هذا العنوان من سجالات وحملات داخلية، تذرّعت بها إسرائيل لإسقاط الآليات الديبلوماسية المعمول بها تحت مسمّى "ورقة توم برّاك" أو "الورقة اللبنانية".


ليس من المفيد العودة إلى فصل الإنقسام خلال الأسابيع الماضية على خلفية "حصرية السلاح"، يقول المصدر الديبلوماسي، ذلك أن الأساس في ما أنجزته الحكومة وما أتى في قرارها على هذا الصعيد، هو "امتلاك الدولة لقرار الحرب والسلم"، وهو يتقدّم على كل تفاصيل السلاح خارج الشرعية، وقد وافق عليه "حزب الله"، المشارِك إلى اليوم في حكومة الرئيس نوّاف سلام. وهنا يسأل المصدر، عن اعتراض الحزب على قرار حصرية السلاح، وحديثه عن افتقاده للميثاقية، مذكّراً بعدم اهتمام الحزب بالميثاقية عندما أعلن "حرب الإسناد والإلهاء".


ومع تجاوز كل هذه الإعتراضات، يدعو المصدر نفسه، إلى الإستنفار لبنانياً لتدراك الخطر المُحدِق بلبنان بسبب السياسة الإسرائيلية التي تقودها أسوأ سلطة مرّت في إسرائيل، وهي سلطة إجتثاثية ويمكن تسميتها ب"داعش يهودية" في الحكومة الإسرائيلية، والتي لا تقوم إلاّ بحروب إلغائية واجتثاثية، بينما في المقابل، فإن الحل الوحيد بوجهها، ورغم صعوبته، هو حلّ الدولتين، وقطع الطريق على استمرار نتنياهو بسياسته الداعشية التي تغذي كل التيارات المتشدّدة في المنطقة.


لذلك، لا يستطيع لبنان البقاء في حالة انتظار على قارعة الطريق، بحسب المصدر الديبلوماسي، الذي يشدّد على أولوية نزع كل فتائل التوتر، لأن المواجهة لم تنتهِ فصولاً بعد، وكما الحرب على غزة تتصاعد، كذلك فإن كرة اللهيب الإسرائيلية تجاوزت الحدود، بدعمٍ أميركي مُعلَن رغم الإدانة الدولية للعدوان على غزة، أو للهجوم على قطر، فالصورة المستقبلية لا تزال قاتمة، والمنطقة على كفّ عفريت، وعنوان المرحلة هو "متغيّرات سريعة ومترابطة مع انسدادٍ للحلول".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة