قال الرئيس البولندي، كارول ناوروتسكي، إن دخول ما لا يقل عن 19 مسيّرة روسية المجال الجوي لبلاده الأسبوع الماضي كان بمثابة "عرض لقدرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مؤكّدًا أنّ وارسو لن تتهاون مع مثل هذه التهديدات.
وفي مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية، نُشرت الإثنين، شدّد ناوروتسكي على ضرورة أن يعزّز حلف شمال الأطلسي (الناتو) من قدراته الردعية، مضيفًا: "يجب أن نفعل كل ما يلزم لنكون مستعدين للحرب، لأن ذلك وحده ما يضمن السلام".
وأشار الرئيس البولندي إلى أنّ الهجوم كان موجّهًا بشكل مباشر من موسكو، موضحًا أنّ ثلاث أو أربع مسيّرات فقط جرى إسقاطها، في حين تساقط حطام المسيّرات الأخرى في أنحاء متفرقة من البلاد على بعد مئات الكيلومترات من الحدود الشرقية. وأبدى ارتياحه لعدم سقوط أي قتلى بين الجنود أو المدنيين البولنديين.
شهد الأسبوع الماضي أول حادثة من نوعها، إذ تمكّنت القوات البولندية وقوات الناتو من إسقاط مسيّرات روسية فوق أراضي بولندا. وقد أثارت هذه السابقة مخاوف واسعة داخل الحلف من إمكانية تكرار مثل هذه الخروقات الجوية.
وفي موازاة ذلك، عبّر ناوروتسكي عن دعمه لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دول الناتو إلى وقف جميع واردات النفط الروسي، محذرًا من أن استمرار التجارة مع موسكو "سيشجعها على مزيد من العدوان". وأضاف: "العقوبات وترامب وحدهما يمكن أن يمارسا الضغط على بوتين لإنهاء الحرب والحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية، وعلى أوروبا أن تدعمه في هذه الجهود".
تأتي تصريحات الرئيس البولندي في ظل تزايد التوتر بين روسيا وحلف الناتو، خصوصًا بعد الحادثة التي اعتبرتها وارسو "رسالة تحذيرية" من موسكو. وكانت لندن قد استدعت السفير الروسي احتجاجًا على وقائع مشابهة، بينما نشرت مقاتلات بريطانية من طراز "تايفون" ضمن مهمة "الحارس الشرقي" لتعزيز الدفاعات الجوية فوق بولندا.