كشف تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ضوءاً أخضر" لغزو مدينة غزة، عبر تبنيه موقف "المتفرج" على الحرب المتصاعدة في الأسابيع الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ عدداً من الدول الكبرى حذّرت إسرائيل من الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين وخطر إطالة أمد الحرب، لكن ترامب لم يضغط على إسرائيل لضبط النفس، واكتفى بتصريحات عامة من دون ممارسة ضغوط مباشرة على نتنياهو.
وفي تصريح من خارج البيت الأبيض الثلاثاء، قال ترامب إنه "لم يناقش الأمر مع نتنياهو"، مضيفاً: "حسناً، يجب أن أرى. لا أعرف الكثير عنه"، في إشارة إلى الهجوم على غزة.
ورأت "نيويورك تايمز" أنّ نفوذ الولايات المتحدة على إسرائيل، خصوصاً عبر المساعدات العسكرية، يجعل من موقف ترامب السلبي "تفويضاً مجانياً" لنتنياهو لمواصلة الحرب.
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دانيال كورتزر أنّ "ترامب يريد إنهاء الحرب وإعادة الرهائن، لكنه لا يملك استراتيجية ولا رغبة في الضغط على نتنياهو"، معتبراً أنّ دبلوماسية الرئيس الأميركي "تعمل ضد نفسها".
في المقابل، اكتفى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، خلال زيارته إلى إسرائيل، بتأكيد "الاستماع أكثر من الكلام"، فيما ظهر في مؤتمر صحافي مع نتنياهو متماشياً مع خطابه التصعيدي ضد حماس.
وتابعت الصحيفة أنّ ترامب لم يعترض على فكرة احتلال إسرائيل الكامل لغزة في أغسطس الماضي، بل ترك الأمر "متروكاً لإسرائيل إلى حد كبير"، وهو ما عدّته تناقضاً مع المواقف الأوروبية والدولية.
وخلص التحليل إلى أنّ موقف ترامب الحالي يضعه في خانة المراقب، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية لإسرائيل، بينما يواصل نتنياهو حربه على غزة دون أي كوابح أميركية.