أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، فتح طريق إضافي لمدة 48 ساعة عبر شارع صلاح الدين، يتيح للفلسطينيين مغادرة مدينة غزة نحو الجنوب، في وقت تكثّف فيه القوات الإسرائيلية عملياتها لإخلاء المدينة من المدنيين ومواجهة مقاتلي حركة حماس.
ورغم الإعلان، أحجم كثير من السكان عن المغادرة خشية المخاطر على الطريق والظروف المعيشية القاسية في الجنوب، إضافة إلى مخاوف من النزوح الدائم.
وقال المدرّس أحمد من حي الصبرة لرويترز: "حتى لو أردنا النزوح، من يضمن عودتنا؟ أفضل أن أموت هنا."
وأفادت وزارة الصحة في غزة أن 30 فلسطينياً قُتلوا الأربعاء جراء الغارات الإسرائيلية، بينهم 19 في مدينة غزة.
بعد يوم من إعلان إسرائيل بدء هجوم بري للسيطرة على المركز الحضري الرئيسي في غزة، توغلت الدبابات لمسافات قصيرة من ثلاثة محاور نحو المناطق الوسطى والغربية للمدينة، دون تحقيق تقدم كبير.
وقال مسؤول إسرائيلي إن العمليات ستستمر شهوراً مع توقع معارك ضارية، وقد تُعلّق إذا تحقق وقف لإطلاق النار.
لكن احتمالات الهدنة تراجعت بعد استهداف إسرائيل قيادات سياسية لحماس في الدوحة، ما أثار غضب قطر، بينما جدّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو القول إن وقف النار ممكن "خلال فترة قصيرة جداً".
وزّع الجيش الإسرائيلي منشورات على سكان المدينة يحدد فيها الطرق المسموح استخدامها للانتقال جنوباً، محذراً من سلوك أي مسارات أخرى. لكن المشهد بقي فوضوياً، إذ يحاول المدنيون الهروب سيراً على الأقدام أو عبر عربات بدائية.
بحسب المكتب الإعلامي في غزة، دمّرت إسرائيل منذ 10 آب نحو 1600 مبنى سكني و13 ألف خيمة للنازحين. ويقدَّر أن 40% من سكان غزة غادروها، بينهم 190 ألفاً اتجهوا جنوباً و350 ألفاً نزحوا إلى مناطق وسط وغرب المدينة.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يحدث يمثل نزوحاً جماعياً قسرياً، فيما خلصت لجنة تحقيق تابعة لها إلى أنّ إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في القطاع، وهي نتائج وصفتها تل أبيب بأنها "شائنة ومزيفة".
تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن هجوم حماس في 7 تشرين الأول 2023 أسفر عن 1200 قتيل واحتجاز 251 رهينة. ومنذ ذلك الحين، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة أكثر من 64 ألف فلسطيني وفق وزارة الصحة المحلية.