أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، مساء الخميس 18 أيلول 2025، استقالته من منصبه بعد نحو سبع سنوات قاد خلالها دبلوماسية الأمم المتحدة في الملف السوري وسط تعقيدات سياسية وميدانية بالغة.
وقال بيدرسون، وهو دبلوماسي نرويجي مخضرم، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي: "لقد أبلغت الأمين العام بنيتي التنحي"، مؤكداً امتنانه للشعب السوري واعتزازه بخدمته في هذه المرحلة الحرجة. وأوضحت المتحدثة باسمه جينيفر فينتون أنّه "مدين للشعب السوري وممتن له للغاية".
وفي إحاطته الأخيرة، أشار بيدرسون إلى أنّ الحكومة الحالية في سوريا والشعب يواجهان تحديات غير مسبوقة، محذّراً من أنّ سوء إدارة الأوضاع الأمنية والعسكرية قد يترك البلاد "متوقفة إلى أجل غير مسمى، أو منزلقَة إلى موجات جديدة من الصراع والتدخل الخارجي". ودعا إلى تقديم دعم دولي واسع يواكب احتياجات سوريا، مع احترام سيادتها وسلامة أراضيها.
ورحب المبعوث المستقيل بخارطة الطريق التي اتفقت عليها سوريا والأردن والولايات المتحدة بشأن محافظة السويداء، معتبراً أنها خطوة نحو المصالحة وتعزيز المساءلة والوصول الإنساني. كما شدّد على أنّ أي عملية انتقالية ناجحة تتطلب استقراراً سياسياً وشمولية ودعماً دولياً فعّالاً.
وكان بيدرسون، البالغ من العمر 69 عاماً، قد عُيّن مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى سوريا عام 2018 لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 الهادف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة، لكن جهوده اصطدمت بعراقيل متكررة. وشغل سابقاً مناصب عدة في المنظمة الدولية، بينها المنسق الخاص للبنان (2007 – 2008)، كما شارك ضمن الفريق النرويجي في مفاوضات أوسلو عام 1993.