أقرّ المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الخميس، بوجود اختلافات واضحة في المواقف بين حكومتي برلين ومدريد حيال النزاع في غزة، وذلك عقب محادثات أجرياها في العاصمة الإسبانية.
وقال ميرتس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع سانشيز، إن الحكومتين توصّلتا إلى "استنتاجات مختلفة" بشأن الوضع في غزة، مشدّدًا على أن ألمانيا تقف "بحزم" إلى جانب إسرائيل، لكنه وصف ردها العسكري بأنه "غير متناسب". وأكد: "يجب أن يكون انتقاد الحكومة الإسرائيلية ممكنًا، لكن لا يجب أن يُستغل هذا الانتقاد للتحريض على الكراهية ضد اليهود"، لافتًا إلى أنه وسانشيز متفقان على هذه النقطة.
في المقابل، تجنّب ميرتس وصف الهجوم الإسرائيلي على غزة بـ"الإبادة"، على عكس نظيره الإسباني، مؤكّدًا أن برلين لا تنوي حاليًا الاعتراف بدولة فلسطينية كما فعلت مدريد، مضيفًا: "هذا الأمر غير مدرج على جدول أعمالنا".
أما بشأن العقوبات الأوروبية المقترحة على إسرائيل، فأوضح المستشار الألماني أن بلاده ستحدّد موقفها النهائي خلال الأيام المقبلة، لتطرحه في اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي المقرر في 1 تشرين الأول في كوبنهاغن.
من جانبه، أعلن سانشيز دعمه الكامل للعقوبات التي اقترحتها المفوضية الأوروبية ضد إسرائيل، محذرًا من أن استمرار هجومها في غزة سيجعلها "أكثر عزلة". كما دعا الاثنين الماضي إلى منع إسرائيل من المشاركة في الأحداث الرياضية الدولية بسبب الحرب، في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة أن مجاعة حقيقية تضرب أجزاء من القطاع.
وتُعد الحكومة الإسبانية من أبرز المنتقدين الأوروبيين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللحملة العسكرية الجارية في غزة، فيما تتبنى ألمانيا موقفًا أكثر تشددًا في دعمها لإسرائيل، رغم انتقادها بعض أوجه الرد العسكري.