المتحدة الأميركية، وذلك بعد موقف بروتوكولي لافت. فخلال الجلسة، جلس إلى جانبه وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني على كرسي رسمي مميز. وعندما لاحظ الشرع أن مقعده مختلف، طلب تبديله ليكون مماثلاً لكرسي الوزير، مؤكداً بذلك على مبدأ المساواة بينه وبين أعضاء فريقه الوزاري.
الخطوة، التي بدت بسيطة في ظاهرها، فسّرها كثيرون بأنها رسالة واضحة من الشرع تعكس مقاربة مختلفة في أسلوب الحكم، قائمة على احترام المؤسسة والعمل الجماعي.
واعتبر مراقبون أنّ هذه اللفتة تندرج ضمن سلسلة إشارات يحرص الرئيس السوري على إظهارها منذ توليه منصبه، حيث يسعى إلى تقديم صورة أكثر تواضعاً وانفتاحاً، في مقابل ما كان سائداً في العقود السابقة.
اللقاء نفسه حمل أيضاً أبعاداً سياسية، إذ شدّد الشرع أمام الجالية السورية في أميركا على أهمية التواصل مع المغتربين والاستماع إلى هواجسهم. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة حساسة بعد انتقال السلطة، حيث تراقب العواصم الإقليمية والدولية سلوك القيادة الجديدة ومقاربتها للعلاقات الخارجية والداخلية.
وكانت أوساط إعلامية قد نقلت في مناسبات سابقة أن الشرع يعتمد نهجاً أكثر براغماتية في الملفات السياسية، خصوصاً في ظل انفتاح بلاده على محادثات أمنية مع إسرائيل بوساطة أميركية، إلى جانب محاولات استقطاب الدعم من الجاليات السورية المنتشرة في العالم.