يشهد الداخل الإسرائيلي نقاشًا واسعًا بعد تصاعد ظاهرة تهريب الأسلحة عبر الطائرات المسيرة القادمة من الحدود المصرية، ما دفع عضو الكنيست تسفي سوكوت إلى مخاطبة رئيس لجنة الخارجية والدفاع بوعز بسموت، مطالبًا بعقد جلسة عاجلة للجنة تُدعى إليها جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، في محاولة لرسم خطة شاملة لمواجهة التهديد الآخذ في التفاقم.
جاءت الخطوة بعد أن نشر الصحافي إلحنان غرونر في موقع "الصوت اليهودي" (Hakol Hayehudi) رسالة من مستوطن في مشروع "نيتسانا" الاستيطاني على الحدود الجنوبية، وصف فيها كيف تمر عشرات الطائرات المسيرة المحملة بالأسلحة فوق المنطقة ليلاً ونهارًا.
وأوضح المزارع أن 25 طائرة مسيّرة على الأقل حلّقت فوق أراضيه يوم السبت الماضي وحده، فيما أكد مقاتلون يخدمون على الحدود أن الظاهرة تتكرر يوميًا بشكل مقلق.
أثارت هذه المعطيات ضجة إعلامية في إسرائيل، دفعت سوكوت إلى التحرك، خاصة بعدما أجرى جولة ميدانية في المنطقة أواخر الأسبوع الماضي وتلقى تقارير من مسؤولين أمنيين حول التصعيد. وأوضح النائب أن الأسابيع الأخيرة شهدت زيادة حادة في وتيرة التهريب شملت مئات الطائرات المسيرة وكميات كبيرة من الأسلحة والمعدات القتالية.
وكتب في رسالته: "هذه الظاهرة تُشكّل خطرًا أمنيًا جسيماً على دولة إسرائيل ومواطنيها، والجيش والأجهزة الأمنية لم يضعوا حتى الآن خطة شاملة للتعامل معها".
أضاف سوكوت أن إسرائيل تواجه تهديدًا وجوديًا جديدًا، موضحًا أن ما كان في السابق تهريبًا عبر الأنفاق الأرضية تحوّل اليوم إلى "أنفاق في السماء"، وهو ما يغيّر موازين القوى من الداخل، إذ يسمح للعدو بالتسلح بحرية بآلاف الأسلحة التي ستُستخدم ضد إسرائيل.
وطالب بإعلان "حرب وطنية شاملة" على هذه الظاهرة ووضع خطة موحدة لمواجهتها.
وفي موازاة ذلك، وجّه رئيس المجلس الإقليمي لـ"رامات النقب"، عيران دورون، رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، حذر فيها من أن الشهر الماضي شهد تكثيفًا ملحوظًا لتحليق الطائرات المسيرة فوق بلدات حدودية مثل خمين، قادش برنياع، بئر ميلكا ونيتسانا.
وقال دورون: "لا يجوز أن نُطبّع وجود هذه الطائرات كما طُبعنا سابقًا مع صواريخ القسام، وهو ما قاد إلى كارثة 7 أكتوبر. يجب التحرك فورًا على المستويات كافة لمنع تكرار الخطأ".
وأضاف أن الحكومة مطالبة باتخاذ خطوات سريعة تشمل تعزيز الاستيطان في المناطق الحدودية كخط دفاع إضافي، إلى جانب تكثيف العمل الأمني والعسكري للحد من عمليات التهريب.
ويأتي هذا التحرك في وقت تعيش فيه إسرائيل حالة استنفار أمني على أكثر من جبهة، من لبنان وغزة شمالاً وغرباً، إلى الحدود الأردنية والآن المصرية جنوباً، ما يعكس اتساع دوائر التهديدات الأمنية وازدياد المخاوف من أن تتحول هذه الظواهر إلى تهديد داخلي مباشر يرهق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويعرض أمنها القومي لمخاطر غير مسبوقة.
الـــمــــزيــــــــــد
