أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده ترى في الدبلوماسية الخيار الأمثل لمعالجة النزاع النووي مع الغرب، لكنه شدد على أن إيران "لن تستجيب للغة الضغط أو التهديد فيما يتعلق بنشاطها النووي".
وأوضح أن الوقت قد حان أمام الدول الغربية لـ"الاختيار بين التعاون والبناء المشترك أو الاستمرار في نهج المواجهة".
وأشار عراقجي، في تصريحات قبيل توجهه إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن مشاركة إيران هذا العام "تحمل دلالات خاصة"، إذ تتزامن مع مرور ثمانين عاماً على تأسيس المنظمة الدولية، ومع التطورات التي رافقت الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل.
وأكد أن الوفد الإيراني سيحرص على إبراز "الطابع السلمي للبرنامج النووي"، مذكّراً بأن إيران "دولة محبة للسلام لكنها قادرة على الدفاع عن نفسها بكل اقتدار".
وأوضح أن وفد بلاده يستخدم سنوياً منبر الأمم المتحدة لعرض مواقف إيران والدفاع عن حقوق شعبها، فيما ذكرت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية أن الهدف الأساسي من زيارة عراقجي هو عقد مباحثات ثنائية مع مسؤولين أوروبيين، وبحث آخر المستجدات حول الاتفاق النووي والتعاون الدبلوماسي.
تأتي هذه التحركات في وقت تواجه فيه طهران خطر إعادة فرض العقوبات الأممية عليها في 28 أيلول الجاري، بعد تصويت مجلس الأمن على عدم رفع العقوبات بشكل دائم. وبحسب مصدر دبلوماسي أممي لوكالة "تاس" الروسية، فإن العقوبات قد تعود بشكل تلقائي مع انقضاء مهلة الثلاثين يوماً التي أطلقتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا أواخر آب الماضي، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق حول التمديد.
وستشمل العقوبات إعادة فرض حظر على الأسلحة، وتقييد أنشطة تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة، وحظر تطوير الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، فضلاً عن تجميد أصول أفراد وكيانات إيرانية حول العالم.
وتأتي هذه التطورات بينما كشف نواب إيرانيون، في وقت سابق، عن دعوات لتطوير قنبلة نووية وتغيير عقيدة الدفاع، ما يزيد من تعقيد المشهد بين طهران والغرب، في ظل محاولات إيرانية لطمأنة المجتمع الدولي بأنها متمسكة بالحلول الدبلوماسية.