أذهل صبي أفغاني يبلغ من العمر 13 عاماً سلطات مطار أنديرا غاندي الدولي في دلهي، يوم الأحد، بعد أن وصل متخفياً داخل حجرة عجلات طائرة تابعة لشركة "كام إير" قادمة من كابل.
في مغامرة محفوفة بالمخاطر، اختبأ الطفل الأفغاني، المولود في قندوز، داخل تجويف عجلات الطائرة خلال الرحلة التي استغرقت ساعة ونصف (90 دقيقة)، وحطت في نيودلهي عند الساعة 11:10 صباحاً. وقد وصف الصبي ما قام به بأنه بدافع "الفضول"، رغم أن صحيفة "ذا إنديان إكسبريس" ذكرت أنه كان يطمح بالسفر إلى إيران، من دون أن يعلم أن الطائرة متجهة إلى نيودلهي.
بحسب التحقيقات، تسلل الصبي إلى مطار كابل، وتابع مجموعة من الركاب حتى تمكن من الصعود إلى عجلات الهبوط الخلفية المركزية للطائرة، حاملاً معه فقط مكبر صوت أحمر. وخلال تحرك الطائرة على المدرج في دلهي، رصده ضابط أمن تابع لشركة الطيران وأبلغ مركز المراقبة، ليتم احتجازه فوراً وتسليمه إلى قوة الأمن الصناعي المركزية (CISF).
جرى استجواب الصبي لساعات في مبنى الركاب رقم 3، وأوضح للمحققين أنه تمكن من دخول المطار والطائرة "من دون أن يُكتشف أمره"، مؤكداً أنه فعل ذلك بدافع الفضول. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أُعيد إلى كابل.
رحلة الطفل كانت أشبه بالمعجزة، إذ إن محاولات "التسلل إلى حجرة عجلات الطائرة" تعتبر من أخطر المغامرات، حيث يواجه المتسللون درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر، وانخفاضاً حاداً في الأكسجين على ارتفاعات تتراوح بين 9000 و12000 متر. وغالباً ما تنتهي هذه المحاولات بالوفاة بسبب انخفاض حرارة الجسم أو السقوط عند فتح العجلات.
الحوادث من هذا النوع نادرة، لكنها ليست استثنائية. فقد شهدت السنوات الأخيرة عدة محاولات مشابهة:
في كانون الثاني 2024، عُثر على جثتي رجلين داخل عجلات طائرة لشركة "جيت بلو" بين جمهورية الدومينيكان وفلوريدا.
في كانون الأول 2023، عُثر على شاب جزائري في حالة حرجة بعد اختبائه برحلة من وهران إلى باريس، إثر انخفاض حاد في حرارة جسمه.
في عام 2021، نجا رجل غواتيمالي من رحلة إلى ميامي بعدما اختبأ لساعات في تجويف عجلات الطائرة.
ويؤكد خبراء الطيران أن نجاة الصبي الأفغاني تشكل معجزة حقيقية، إذ غالباً ما يفقد المتسللون الوعي أثناء الهبوط، ما يعرّضهم لخطر الموت لحظة نزول العجلات.