نظّمت ثانويّة مار يوسف للرّاهبات الأنطونيّات – كسارة – زحلة، مسيرها السنويّ لطلاب الصفوف النهائيّة، الذي بلغ طوله هذا العام نحو 15 كيلومتراً، انطلاقاً من الزعرور مروراً بوادي المنبوخ والشخروب في صنين، وصولاً إلى مركز عبدالله غانم الثقافي في بسكنتا.
شارك في المسير نحو 155 طالباً وأستاذاً وراهبة، تقدّمتهم رئيسة الثانوية الأم رولا كرم، ومنسّق النشاط الدكتور جورج حرب، إلى جانب عدد من الأساتذة. وكان ضيف الشرف هذا العام رئيس الحكومة السابق الدكتور حسّان دياب.

انطلق الطلاب منذ ساعات الصباح من كسارة – زحلة، ليستمتعوا بمشاهد بانورامية لقمم صنين والبحر وبسكنتا المتلألئة. وعلى الطريق، استقبلهم الفلاحون بكرم لبناني بسيط، فكانت التفاحات الحمراء هدية الطبيعة على الدرب، فيما عبّرت لقاءات عابرة مع الأهالي عن روح التضامن والمشاركة.

وتوقف المشاركون عند تمثال الأديب والمفكر ميخائيل نعيمة في الشخروب، حيث استمعوا إلى شرح عن فكره وإرثه الأدبي. وهناك التقى الطلاب بدولة الرئيس دياب، في استراحةٍ ثقافية أكد خلالها على أن "إرادة الطالب اللبناني هي مفتاح المستقبل، وأن مدارس مثل الأنطونية تصنع جيلاً يليق بلبنان".

وفي بسكنتا، كان في استقبالهم رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق القاضي غالب غانم، الذي ألقى كلمة ترحيبية. واختُتم النشاط بحوار مفتوح بين دياب والطلاب حول الأمل والإرادة، قبل أن يقدّموا درعين تكريميّين له وللقاضي غانم عربون تقدير.
الرحلة لم تكن مجرد نشاط رياضي في أحضان الطبيعة، بل فعل إيمان وصمود، ورسالة تحدٍ في وجه الصعوبات، جمعت بين الفلاح في أرضه، ورجل الدولة في مسؤوليته، والطالب في حلمه بمستقبل أفضل.