ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب لمساعديه عن قلقه إزاء احتمال ذكر أصدقائه في وثائق تتعلّق بقضية جيفري إبستين، إضافةً إلى إمكانية تزوير البيانات لتشويه سمعته.
وقالت الصحيفة، نقلًا عن مصادر مطلعة: "أبلغ ترامب مساعديه أنّه قلق بشأن احتمال ذكر بعض أصدقائه في الوثائق، وأعرب عن أسفه لأن الناس يجب أن يتحدثوا عن انتصارات إدارته، وليس عن إبستين. وفي أحيان أخرى، عبّر صراحةً عن قلقه من إمكانية تزوير الوثائق للإضرار به".
وجيفري إبستين (1953–2019) كان ممولًا أميركيًا ثريًا، تورّط في شبكة واسعة من الاستغلال والاتجار الجنسي بالقاصرات، إذ استدرج فتيات بعضهن دون 14 عامًا عبر وعود بالمال والنفوذ. اعتُقل أول مرة عام 2006، لكنّه حصل على صفقة قضائية مثيرة للجدل سمحت له بقضاء 13 شهرًا فقط في السجن مع برنامج إفراج يومي. في 2019 وُجّهت إليه اتهامات اتحادية بالاتجار الجنسي، لكنّه وُجد ميتًا في زنزانته بمانهاتن في ظروف أثارت جدلًا واسعًا، فيما تواصل السلطات التحقيق في شبكته وعلاقاته بنخب سياسية واقتصادية.
وكان إبستين محاطًا بشبكة واسعة من مشاهير الفن والسياسة ورجال الأعمال، ما منح قضاياه صدى عالميًا. فقد ارتبط اسمه بالرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي استقل طائرته الخاصة أكثر من مرة، وبالرئيس دونالد ترامب الذي ظهر معه سابقًا في مناسبات اجتماعية، وكذلك بالأمير البريطاني أندرو الذي واجه لاحقًا اتهامات مرتبطة بالقضية. كما حضرت حفلاته وأوساطه الثرية شخصيات نافذة من وول ستريت والأكاديميا. هذه العلاقات أثارت الشبهات حول كيفية استفادة إبستين من نفوذه لحماية نفسه وتمويل أنشطته غير القانونية.
وفي آخر تطورات القضية، التي لا تزال محور تحقيق لدى السلطات الأميركية، نشرت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي في أوائل أيلول 33,295 صفحة من الوثائق المتعلقة بقضية جيفري إبستين، والتي قدّمتها وزارة العدل.