ويعتبر بيرم أنهم جعلوا من لا شيء قضية كبيرة، فإضاءة صخرة الروشة هي فعالية من ضمن الفعاليات التي ينظّمها الحزب لإحياء ذكرى استشهاد أمينيه العامين، السيد حسن نصر الله والسيد هشام صفي الدين، واختار الفعالية في بيروت كما في بقية المناطق، لما لصخرة الروشة من رمزية، ولا سيما أنه أبلغ محافظة بيروت بذلك، حيث برأيه لا يستوجب الأمر الحصول على ترخيص.
وإذ يلفت إلى أن من بدأ بإثارة الموضوع هم بعض نواب بيروت الذين اعترضوا، وبقي الأمر ضمن حرية الرأي، لكن من جعل الموضوع يأخذ هذا الطابع الحاد هو القرار الصادر عن رئيس الحكومة نواف سلام، الذي يعتبر أن من واجبه الدخول على خط الأزمة، لا لحسابات وطنية، بل لأنه ملزم بعدم ترك فرصة تفلت من يديه لإنجاز المهمة المطلوبة منه، وهي محاصرة حزب الله والحد من تحركه، بما يُبقي الحزب في موقع المهزوم.
ويرجّح أن ما قام به قد فشل، باستثناء أنه وتّر البلد وشحن الأجواء، ومهمته يجب إنجازها ولو اضطر لإثارة نوع من الفتنة، ولن يتورع عن مواجهة أية خطوة يقوم بها الحزب في المستقبل، بشكل يفرض به حصارًا على الحزب من أجل 3 غايات:
الغاية الأولى: محاصرة الحزب، لأنه يظن بأن الحزب خرج من الحرب مهزومًا، ولن يعطيه الفرصة ليطل برأسه، على حد تعبير الإسرائيلي.
الغاية الثانية: فرض معادلة داخلية يكون فيها الحزب شبه مغيّب، وهذا ينطبق على ما حصل مؤخرًا في الإدارات والأجهزة الأمنية تحديدًا، حيث تم إقصاء أو نقل كل من يُعتقد أنه له علاقة بالحزب عن مركز القرار.
الغاية الثالثة: إحراج الرئاسة الأولى، لأن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تميّز في 5 أيلول بموقفه، فهو قد وضع حدًا لاندفاعة الرئيس سلام الجامحة بعدائه لحزب الله، فكان القرار الصادر في 5 أيلول بمثابة فرملة وانكسار لهذا الاندفاع، ومنذ هذه اللحظة بدأ الضغط على الرئاسة.
ويوضح أن رئيس الجمهورية يحاول أن يبني علاقة عبر مستشاريه لإنتاج علاقة قوية مع الثنائي، وخلق جو من التفاهم، ولذلك فإن الرئيس سلام يحاول تعكير هذه الأجواء وإحراج الرئيس، بطريقة غير مباشرة، ويرى أن هذا الأمر سيؤثر على الحكم ككل.