أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، اليوم الخميس، اعتقال مواطن يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية يدعى يعقوب برل (49 عامًا)، لدى عودته من المغرب، بشبهة التجسس لصالح الاستخبارات الإيرانية.
وجاء في بيان مشترك أن "الوحدة القطرية للتحقيق في الجرائم الخطيرة والدولية (لاهاف 433)، وبالتعاون مع الشاباك، ألقت القبض على المشتبه به فور وصوله إلى إسرائيل، بعد تكليفه من أجهزة المخابرات الإيرانية بجمع معلومات عن شخصيات إسرائيلية بارزة".
ووفق التحقيقات، فإن برل تواصل عام 2017 مع السفارة الإيرانية في الرباط طالبًا اللجوء له ولعائلته، لكن طلبه لم يلقَ استجابة. وفي عام 2023، وأثناء إقامته في المغرب، بدأ يتفاعل عبر تطبيق "تيليغرام" مع قنوات إخبارية إيرانية، وينشر مقالات معادية لإسرائيل والصهيونية.
وأشار البيان إلى أن "الاتصال تعمّق بعد نشره مقالا في كانون الثاني 2025 عقب تشييع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حيث تلقى عرضًا مباشرًا من عنصر إيراني للتعاون، فوافق على الفور".
وبحسب الأجهزة الأمنية، حاول برل تجنيد آخرين داخل إسرائيل وخارجها لجمع معلومات لصالح طهران، لكنه فشل، فقرر العودة بنفسه إلى إسرائيل لتنفيذ المهام. ولتحقيق ذلك، جدد جواز سفره الإسرائيلي ودخل البلاد في تموز 2025، حيث بدأ تنفيذ مهام تضمنت جمع ونقل معلومات عن شخصيات إسرائيلية بارزة، بينها رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وأضاف البيان أن المشتبه به "قام بتصوير مواقع وشوارع مختلفة داخل إسرائيل، وتلقى مقابل ذلك أموالًا عبر عملات رقمية"، مؤكداً أنه كان "مدركًا تمامًا لعمله مع الاستخبارات الإيرانية، ودافعه الأيديولوجي قائم على محاربة إسرائيل والصهيونية".
وأفادت الشرطة والشاباك بأن النيابة العامة ستقدّم خلال الأيام المقبلة لائحة اتهام رسمية ضد برل أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، معتبرة أن "القضية تمثل مثالًا صارخًا على محاولات إيران الممنهجة لتجنيد مواطنين إسرائيليين من الداخل والخارج لخدمة أهدافها".
ويأتي هذا الإعلان في سياق سلسلة اعتقالات سابقة كشفت عنها إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة بحق أشخاص اتُّهموا بالعمل لصالح إيران، في وقت تواصل طهران بدورها الإعلان عن اعتقال أشخاص بتهمة التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل. ويتصاعد تبادل الاتهامات بين الطرفين على خلفية الملف النووي الإيراني، الذي تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا، فضلًا عن التوترات المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
الـــمــــزيــــــــــد
