"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
علم “ليبانون ديبايت” من مصادر دبلوماسية أن قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، الأدميرال براد كوبر، سمّى اللواء جوزيف ر. كليرفيلد رئيساً للآلية الخماسية المعروفة بـ”الميكانيزم”، خلفاً لرئيسها الحالي الجنرال مايكل ليني. وبحسب المعلومات، فقد وافقت وزارة الحرب الأميركية على الاقتراح، ويجري حالياً استكمال بعض الإجراءات الإدارية المرتبطة به، على أن يتسلّم كليرفيلد منصبه الجديد في غضون الشهر المقبل، بعد إنهاء عمليات التسلم والتسليم في موقعه السابق، وتزامناً مع وصول السفير الأميركي الجديد إلى بيروت، ميشال (مايكل) عيسى.
وبحسب المعطيات التي حصل عليها “ليبانون ديبايت”، فإن الرئيس الجديد لـ”الميكانيزم” سبق أن زار لبنان قبل نحو شهر، برفقة مورغان أورتاغوس، العضو في البعثة الأميركية إلى لبنان، وقائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كوبر، حيث جاءت الزيارة في إطار التعارف. وخلالها، عقد كليرفيلد لقاءات مع ضباط الجيش اللبناني العاملين جنوب الليطاني، بحضور أورتاغوس وكوبر وليني.
في المقابل، نفت مصادر “ليبانون ديبايت” أن يكون كليرفيلد قد زار بيروت نهاية الأسبوع الماضي بشكل مستقل أو برفقة أورتاغوس، أو أن يكون قد أجرى جولة على طول الحدود الجنوبية برفقة ضباط من السفارة الأميركية والجيش اللبناني، كما أوردت بعض الصحف. وأكدت أن أي جولات حدودية بهذا الشأن لم تحصل منذ زيارة كوبر الأخيرة مطلع الشهر الجاري.
من هو جوزاف ر. كليرفيلد؟
كليرفيلد هو ضابط في سلاح مشاة البحرية الأميركية منذ عام 1993. شغل مناصب ومواقع إدارية وقتالية عدة. يشغل كليرفيلد حالياً منصب قائد سلاح مشاة البحرية المركزية. كما عمل مساعداً عسكرياً في مكتب وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات، ومسؤولاً عن أمن آسيا والمحيط الهادئ. وفي عام 2022، تولى منصب نائب قائد قوات المارينز في المحيط الهادئ، حيث أشرف على الأنشطة البحرية الأميركية في مواجهة الصين. ويُعد من أبرز المنظّرين لفكرة أن الحرب المقبلة مع الصين ستكون عبر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وقد أشرف على ورش عدة لتمكين “المارينز” من تطوير مهاراتهم بهذا المجال.
وبحسب المصادر الدبلوماسية، لدى كليرفيلد خبرة عملانية في الشرق الأوسط، إذ سبق أن شارك في حرب العراق وأنشطة عسكرية في الخليج العربي والبحر الأحمر وبعض البلدان الأفريقية، ويُراد استثمار هذه الخبرة حالياً في مشروع “المساعدة على نزع سلاح حزب الله بطرق غير تقليدية”. وقد نال مؤخراً ميدالية الخدمة المتميزة للعام 2025 تقديراً لجهوده.
أورتاغوس وإجتماع الــ”الميكانيزم”
تشير المعلومات حول الاجتماع الأخير لـ”الميكانيزم”، الذي عُقد الأحد الماضي، إلى أنه لم يكن على قدر توقعات المشاركين، سواء من الجانب الأميركي ممثلاً بمورغان أورتاغوس، أو من الجانب اللبناني ممثلاً بضباط الجيش.
وبحسب المصادر، فإن الاجتماع الذي وُصف بـ”العادي”، عكس توتراً من خلال الغارات الإسرائيلية التي تلته، خصوصاً في مدينة بنت جبيل، والتي أودت بحياة مدنيين بينهم أطفال من عائلة واحدة. ما يوحي أن نتائجه لم تكن مرضية لا إسرائيلياً ولا أميركياً.
الفريق العسكري الإسرائيلي تعاطى مع الاجتماع كما في كل مرة، من دون إبداء أي استعداد للانسحاب من المناطق التي يحتلها أو الإفراج عن أسرى أو وقف إعتداءاته، مكتفياً بكلمات مقتضبة غير عميقة.
أما أورتاغوس، فتشير المعلومات إلى أن ما تم تداوله إعلامياً حول إشادتها بدور الجيش لا يعكس أداءها داخل اللجنة، إذ اتسمت مداخلاتها بتوجيه انتقادات للجيش اللبناني، متهمة إياه بعدم إيلاء المهام الموكلة إليه الاهتمام الكافي، خصوصاً في ما يتعلق بتوسيع انتشاره خارج منطقة جنوب الليطاني.
وترى المصادر أن الامتعاض الأميركي مردّه رفض الجيش اللبناني الاستجابة للطلبات الأميركية بالتحرك نحو مناطق تعتبر حساسة عسكرياً وخطرة، أو تتجاوز التفاهمات مع الحكومة اللبنانية.
وفيما انحصر الاجتماع الأخير في التقييم والاستعراض، لم تُتخذ قرارات عملية أو أنه لم يكن مخصصاً من الجانب الأميركي لإتخاذ قرارات، خصوصاً بشأن مطالب الجيش اللبناني بتوفير الظروف اللازمة لاستكمال انتشاره جنوب الليطاني، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لعدد من المواقع داخل القرى الأمامية. كما قدّم الجيش مطالعة موثقة بالانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، معبّراً عن انزعاجه من القصف الأخير على القرى الآمنة، في وقت اعتبر فيه بعض الأطراف أن الجيش يأخذ وقتاً طويلاً في عرض تلك الخروقات.