المحلية

الشرق الأوسط
الاثنين 24 تشرين الثاني 2025 - 19:21 الشرق الأوسط
الشرق الأوسط

على بعد أمتار من قبر سليماني… قيادي إيراني يطالب "حزب الله" بمراجعة "الصبر الاستراتيجي"

على بعد أمتار من قبر سليماني… قيادي إيراني يطالب "حزب الله" بمراجعة "الصبر الاستراتيجي"

أدانت إيران رسميًا اغتيال هيثم علي الطبطبائي، الرجل الثاني في "حزب الله"، معتبرة العملية تصعيدًا خطيرًا. وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني إن استمرار العمليات الإسرائيلية «لن يترك خيارًا سوى المواجهة».


ودعا القيادي في «الحرس الثوري» وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي حزب الله إلى إعادة النظر في سياسة الصبر الاستراتيجي، معتبرًا أن اغتيال قادة المقاومة «لا يزعزع الجبهة، بل يخلق موجة جديدة من التحاق المقاتلين». ووصف العملية الإسرائيلية في بيروت بأنها «عمل إرهابي»، متهمًا إسرائيل بـ«استغلال وقف إطلاق النار وضبط النفس الذي تبديه المقاومة».


وقال رضائي إن «مجموعات أكبر التحقت اليوم بالمقاومة، وحزب الله يدير الميدان بصبر وضبط نفس استراتيجي»، لكنه رأى أنّ هذا النهج «تجب إعادة النظر فيه». ونقلت وكالة «فارس» عنه قوله إن إسرائيل «توهم نفسها بأن الاغتيالات ستجبر الشعوب على الاستسلام، لكنها مخطئة؛ فكل عملية تُقربها من نهاية عمرها».


وأضاف أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان «ظاهرة غير مسبوقة» نتيجة صمود غزة ولبنان، مشيرًا إلى أنّ «المعادلات العالمية تبدّلت». وأعاد التذكير بـ حرب الـ12 يومًا في حزيران، التي شهدت ضربات أميركية لمنشآت تخصيب اليورانيوم وهجومًا إسرائيليًا على مقرات «الحرس الثوري»، قبل أن تردّ إيران بصواريخ وطائرات مسيّرة. وأكد أن واشنطن وتل أبيب «استخدمتا كل قوتهما لكنهما لم تصمدا أكثر من 12 يومًا».


واعتبر رضائي أنّ غياب المقاومة كان سيعرّض إيران لخطر كبير، كما حدث في الحربين العالميتين، مشيرًا إلى أن «مذهب المقاومة منح الشعب الإيراني قوته». وألقى رضائي كلمته في مدينة كرمان قرب قبر قاسم سليماني، خلال مشاركته في مراسم تشييع رفات جنود مجهولين.


في السياق نفسه، وصف علي لاريجاني الطبطبائي بأنه «أحد أبرز قادة الحزب»، وكتب على منصة «إكس» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «يواصل مغامراته»، معتبرًا أن هذا المسار «سيقود إلى قناعة بأن المواجهة أصبحت الخيار المتاح». وجاءت تصريحاته قبل توجهه إلى باكستان، حيث أشاد بموقف الشعب الباكستاني خلال حرب الـ12 يومًا.


بدوره، قال علي شمخاني، عضو لجنة الدفاع العليا ومستشار المرشد علي خامنئي، إن «استمرار جرائم تل أبيب لن يبني مستقبلًا آمنًا للصهاينة، بل يجعل مسار المقاومة أكثر إشراقًا»، معتبرًا أن «الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة المقاومة».


وبالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها «تدين بشدة» الاغتيال، الذي أودى أيضًا بأربعة عناصر آخرين من «حزب الله»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». ويُعدّ الطبطبائي أبرز قيادي في الحزب يُقتل منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ قبل نحو عام، رغم استمرار إسرائيل في غاراتها على لبنان.


وخرج حزب الله منهكًا من الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وزاد من حدة ذلك سقوط حليفه الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في كانون الأول. وقالت الخارجية الإيرانية إن اغتيال الطبطبائي «يشكّل انتهاكًا صارخًا لوقف إطلاق النار المُبرم في تشرين الثاني 2024، واعتداءً على السيادة اللبنانية».


وتولّى الطبطبائي القيادة العسكرية لحزب الله بعد مقتل أبرز أركانها في الحرب الأخيرة. ولم يكن معروفًا على نطاق واسع بين اللبنانيين. وذكرت واشنطن أنه تولّى مهمات في سوريا لدعم قوات بشار الأسد حتى سقوطه نهاية 2024. وأفاد مصدر مقرّب من الحزب بأنه كان «مسؤولًا عن ملف اليمن» ومرتبطًا بدعم الحوثيين.


وتزامنت التطورات اللبنانية مع حالة ترقّب في طهران بعد تحذيرات وزير الاستخبارات إسماعيل خطيب من «محاولات لاستهداف المرشد علي خامنئي وإثارة اضطرابات داخلية». وقال إن الولايات المتحدة انتقلت من استراتيجية «إسقاط النظام» إلى «احتوائه عبر الضغط»، مشيرًا إلى توسّع الوجود العسكري الأميركي وقوات «الناتو» في المنطقة.


وتراجع ظهور خامنئي (86 عامًا) مؤخرًا بالتوازي مع تهديدات إسرائيلية باستهدافه، ما أثار تكهّنات داخل الإعلام الإيراني حول ترتيبات منصب القيادة العليا. واتهم خطيب أطرافًا داخلية بـ«زيادة السخط» و«مجاراة الخصوم» amid الضغوط الاقتصادية.


وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي قال إنه «خشي اغتيال المرشد أثناء الحرب»، معتبرًا أنّ ذلك كان سيؤدي إلى «انقسامات داخلية خطيرة».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة