"ليبانون ديبايت"
من الثابت اليوم أن الحكومة باتت في موقفٍ لا تُحسد عليه، وذلك بعد سقوط كل محاولات التسوية مع "حزب الله"، الذي أصرّ على الإنتقال من منطق الإلتزام بقرار الدولة، إلى منطق المزايدة في الداخل عبر رفع صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعبر تحدي قرار رئيس الحكومة نواف سلام والمحافظ مروان عبود والقوانين المرعية الإجراء، وصولاً إلى إشاعة أجواء التوتر في العاصمة، من خلال إعادة فتح جرح 7 أيار.
وعلى هذه الخلفية تكشف مصادر سياسية مطلعة، أن ما حصل في المنطقة المحيطة بصخرة الروشة براً وبحراً، قد أظهر إصرار "حزب الله" على تحدي الحكومة والإلتفاف على قراراتها، من خلال رفض أي تسوية مع الحكومة من جهة ورفع علم إيران من جهةٍ أخرى، ما وضع الدولة في خطر خصوصاً وأن ما يجري يأتي في لحظةٍ إقليمية دقيقة، تمرّ بها المنطقة في مرحلة إعادة تكوين ورسم الخرائط.
وبرأي هذه المصادر، فإن أي خيارٍ يُفضي إلى ضرب ونسف صورة الدولة، وستكون نتيجته الإنزلاق إلى الفوضى المدمرة بمعنى انتحار الحزب مع سقوط الدولة، وهو ما لا يصبّ في مصلحة عملية إعادة بناء الدولة أو حتى في مصلحة بيئة الحزب.
وإذا كان ألم مناصري الحزب مفهوماً، وهو ما تشير إليه المصادر، فإن انعكاسات "مشهد الروشه"، لن تقتصر على الساحة الداخلية فقط بل إن أصداء التحدي الواضح لقرار الدولة، وصلت إلى الأوساط الدبلوماسية التي وضعت هذا المشهد في سياق تأكيد ما سبق وتحدث عنه السفير توم برّاك الذي اتهم الحكومة بالتقصير في تطبيق قرار "حصرية السلاح".
وعن رسائل "إضاءة صخرة الروشه"، ترى المصادر أن الحزب أراد الإيحاء بأنه يمسك بزمام الأمور ويستقوي على العاصمة وعلى الداخل اللبناني بعد قرار حصر السلاح، وذلك للقول إنه لم ينكسر أمام بيئته عبر تحدي قرار الحكومة، ولو أنه نسف قوله بأنه تحت سقف القانون وملتزم بقرارات الدولة.