“ليبانون ديبايت”
كشف مصدر مطّلع لـ”ليبانون ديبايت” أنّ رئيس حكومة سيادي سابق وجّه في مجلس خاص رسالة نارية إلى رئيس الحكومة الحالي نواف سلام، حمّله فيها مسؤولية مباشرة عن الفشل الحكومي الأخير، داعياً إياه إلى اتخاذ قرارات جريئة أو الاستقالة فوراً.
وطالب رئيس الحكومة السابق سلام باتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة قادة الأجهزة الأمنية الأربعة على تقاعسهم عن تنفيذ قرار الحكومة الأخير، وصولاً إلى إقالتهم من مناصبهم. وأكد أنّه إذا لم تحصل هذه الخطوة، فإنّ الاستقالة تصبح الخيار الوحيد المتاح أمام سلام.
وبحسب المصدر، شدّد رئيس الحكومة السابق على أنّ ما جرى في بيروت أخيراً لم يكن مجرّد حادثة عابرة، بل “إهانة مباشرة لمقام رئاسة الحكومة”، بعدما رُفع القرار سياسياً لكن التنفيذ انتهى إلى فشل ذريع، الأمر الذي كشف عجز الحكومة أمام قوى الأمر الواقع وعلى رأسها حزب الله.
وتابع قائلاً: “إذا لم تبدأ سريعاً إجراءات المحاسبة، فليستقل الرئيس نواف سلام”، مستشهداً بتجربة الرئيس صائب سلام عام 1973، حين استقال بعد العملية الأمنية الإسرائيلية في بيروت واغتيال ثلاثة من قادة منظمة التحرير. يومها طالب صائب سلام بإقالة قائد الجيش العماد إسكندر غانم محمّلاً المؤسسة العسكرية مسؤولية التقصير، لكن رئيس الجمهورية سليمان فرنجية رفض، فاختار صائب سلام الانسحاب حفاظاً على هيبة رئاسة الحكومة ورفضاً للإهانة.
وختم رئيس الحكومة السابق بالقول إنّ البقاء في موقع استُنزف بفعل العجز “لن يزيد إلا في تآكل رئاسة الحكومة وتحويلها إلى رهينة في يد قوى الأمر الواقع”، داعياً سلام إلى اتخاذ القرار الذي يحفظ كرامته وكرامة الموقع، “فإمّا الاستقالة بشجاعة أو تحمّل وزر الانحدار الكامل لمقام الرئاسة الثالثة”.