في هذا السياق، اعتبر النائب السابق مصطفى علوش، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ "من المعروف أن حزب الله لم يكن يومًا جمعية خيرية تسعى للتوفيق بين الناس، بل دأب على اعتماد أساليب قائمة على التفريق وتحقيق المكاسب".
وأضاف: "قد يتأثر بعض صغار العقول بصورٍ تجمع الشهيد رفيق الحريري بحسن نصرالله، لكن التاريخ لا يمكن طمسه، فخيار اغتيال الرئيس الحريري كان قرارًا واضحًا، نُفّذه الحزب من هنا، فإن ما يجري اليوم لا يعدو كونه محاولة يائسة وخبيثة في آن معًا".
وحول الرسالة المبطّنة التي قد تكون موجهة إلى رئيس الحكومة نواف سلام، قال علوش: "نواف سلام يتصرّف باعتباره رئيسًا للحكومة ويؤدي واجباته في هذا الإطار، ولكن ما يقوم به حزب الله هو استهداف لمؤسسات الدولة مجتمعة، سواء رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة، وليس استهدافًا لشخص سلام تحديدًا".
وشدد على "ضرورة أن تتخذ الحكومة موقفًا واضحًا وصارمًا حيال هذه الممارسات، فكل جهة تشارك في الحكومة وتتصرف خارجها في الوقت نفسه، كما يفعل وزراء حزب الله، يجب أن تُعتبر خارجة عن القانون".
واعتبر علوش أن "حزب الله سيحاول بكل ما يملك من أدوات أن يتملّص من مسؤولياته، وسيلجأ إلى الحشود الشعبية لمحاولة جرّ الدولة إلى صدام داخلي"، لافتًا إلى أن "هذه السلوكيات ليست دليل قوة بل علامات تراجع، إذ يحاول الحزب استمداد جرعة دعم جديدة من جمهوره وبيئته، لكن هذا لن يغيّر في مسار الانحدار".
وختم بالتأكيد على أن "المطلوب اليوم هو الثبات والإصرار على المضي قدمًا في بناء الدولة، لأن أي تراجع أو تهاون سيكون بمثابة نهاية للبنان الموحّد، ويفتح الباب أمام مزيد من الانقسام والتفكك".