نظّم "حزب الله" في حسينية مدينة النبطية حفلاً تكريمياً لشهداء بلدة الطيبة، بمشاركة شخصيات وفعاليات وعوائل الشهداء وحشد من أبناء البلدة والقرى المجاورة.
واستهل النائب حسن عزّ الدين كلمته بتحية لعوائل الشهداء وللحضور، مؤكداً أن الجيش اللبناني هو من أبناء هذا الشعب ومن نسيج هذه البيئة، مشيراً إلى أن ما يمنع الدولة من اتخاذ قرار حاسم بمواجهة العدو الإسرائيلي هو قرار سياسي لم تقدم عليه أي سلطة منذ تأسيس لبنان.
أشاد عزّ الدين بتضحيات المقاومة والشهيد الشيخ نبيل قاووق، واصفاً إياه بـ"مثال الوفاء والإخلاص"، لافتاً إلى أنه كان حاضراً في كل الميادين منذ بدايات الحرب المفروضة على إيران وحتى معارك الدفاع عن المقاومة.
ووجّه النائب انتقاداً حاداً للسياسة الأميركية، معتبراً أنها لا تؤمن لا بالأصدقاء ولا بالأعداء بل بالقوة والهيمنة، مشيراً إلى أن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين بلغة "تماثل لغة العدو" تؤكد السعي لوضع إيران وحزب الله في خانة الأعداء. كما انتقد مواقف بعض الدول العربية "التي تراجعت عن نصرة فلسطين"، مستنكراً الصمت الدولي تجاه ما يجري في غزة.
وفي قراءة داخلية، أكد عزّ الدين أن اتفاق الطائف حدد أربعة بنود أساسية: الإصلاحات، السيادة، تحرير الأراضي المحتلة، وحلّ الميليشيات، مشدداً على أن سلاح المقاومة لم يكن جزءاً من ملف الميليشيات. وأوضح أن البيان الوزاري الأول بعد الطائف أقرّ بدعم المقاومة لتحرير الأرض، ما يجعل "ملف المقاومة منتهياً سياسياً".
وأشار إلى رسالة آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين إلى رئاسة الجمهورية آنذاك، التي شددت على دور الدولة في حماية مواطنيها وتوفير الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والمدارس والمستشفيات. وانتقد تقاعس السلطة عن واجباتها تجاه المواطنين، مؤكداً أن ثنائي "المقاومة الوطنية – الشيعية" يسعى إلى بناء دولة قوية وقادرة على حماية مواطنيها.
وتطرق عزّ الدين إلى جلسة مجلس الأمن الأخيرة، حيث صوّتت 14 دولة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، فيما استخدمت الولايات المتحدة الفيتو. ورأى أن ذلك كشف "زيف شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية"، معتبراً أن السياسة الدولية تسودها "شريعة الغاب".
وختم عزّ الدين بالدعوة إلى وضع خطة شاملة لإعادة الإعمار بتمويل من الموازنة العامة، مؤكداً أن مواجهة الاحتلال واستعادة الأرض يجب أن تبقى أولوية الدولة. وجدد العهد للشهداء، وفي مقدمهم الشيخ قاووق، مؤكداً أن "ذكراهم تبقى نبراساً في دروب النضال والمقاومة"، داعياً إلى استمرار التنسيق بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لحماية الوطن وإعادة بناء ما دمرته الحروب والاعتداءات.