المحلية

ليبانون ديبايت
الأربعاء 01 تشرين الأول 2025 - 14:42 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

ترشيشي: حزب الله ما زال قويًا... و"صخرة الروشة" كشفت استغلالًا انتخابيًا خطيرًا!

ترشيشي: حزب الله ما زال قويًا... و"صخرة الروشة" كشفت استغلالًا انتخابيًا خطيرًا!

"ليبانون ديبايت"

في ظل احتدام المشهد الإقليمي ، ووسط تصاعد التوترات السياسية الداخلية في لبنان، يُحذّر الكاتب والمحلل السياسي طارق ترشيشي من مرحلة خطيرة ومفتوحة على جميع الاحتمالات.

فبينما تستعد إسرائيل لترتيب أوراقها عسكريًا وأمنيًا، يُطرح احتمال أن تتحوّل أنظارها نحو لبنان وسوريا، وسط ضبابية في المواقف الدولية، في هذا الحوار مع "ليبانون ديبايت"، يتحدث ترشيشي بوضوح عن احتمالات التصعيد، مكانة حزب الله، خطورة التوقيت، ودور الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة، إضافة إلى قراءته لأحداث الداخل اللبناني وانعكاساتها.

ويرى ترشيشي، أن المرحلة الراهنة مفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل تطورات إقليمية متسارعة، وواقع داخلي متأزم.


فأولًا، هناك مخاوف حقيقية مما بعد غزة، وما يمكن أن يكون عليه تصرّف العدو الإسرائيلي، الذي لم يلتزم يومًا باتفاق وقف إطلاق النار، ويُصرّ على عدم الانسحاب من المناطق التي احتلّها، بل ويسعى إلى إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، يربطها بالمنطقة العازلة التي أقامها، ولا يزال يعمل على توسيعها، في الجنوب السوري.


ويتابع ترشيشي: "هنا نكون أمام احتمالين اثنين:


الاحتمال الأول: أن تكون لدى الولايات المتحدة نية جدية لتحقيق ما تحدّث عنه الرئيس دونالد ترامب بشأن سلام في الشرق الأوسط، في ضوء خطة طويلة الأمد لإنهاء الحرب. وهذا يفترض وقف الانتداب الإسرائيلي على لبنان وسوريا، وإنهاء كل ما تقوم به إسرائيل من هجمات وتعدّيات على المنطقة.


أما الاحتمال الثاني، فهو أن تستغل إسرائيل وقف الحرب في غزة لتقوم بالتوجّه نحو لبنان وسوريا. وفي الواقع، هناك مفاوضات تُجرى حاليًا بين سوريا وإسرائيل للوصول إلى ما يُسمى "اتفاقًا أمنيًا".


ويُضيف: "هناك مخاوف جدّية في لبنان من احتمال إقدام إسرائيل على شنّ هجوم جديد على المقاومة، وعلى حزب الله تحديدًا، تحت عنوان "القضاء على القوة" التي تُزعج إسرائيل وتُهدد أمنها، وفق المفهومين الأمريكي والإسرائيلي".


وحول ما قصده أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني بقوله إن حزب الله لا يحتاج إلى إمداده بالسلاح، بمعنى أنه يملك ما يمكّنه من خوض معركة، يرجّح ترشيشي أن هذا هو المعنى المقصود، حتى وإن لم يُقال بهذه الصراحة.


خصوصًا بعد الحديث عن أن حزب الله قد ضَعُف، نتيجة الخسائر الكبيرة والوجع الذي تعرّض له في الحرب السابقة، والتي لم تنتهِ بعد، وساد انطباع بأن الحزب لم يعد قادرًا على التصدّي لإسرائيل وهجماتها.


لكن هذا الكلام، بحسب ترشيشي، جاء ليؤكد العكس، وهو أن "حزب الله ما زال قويًا بما يمكّنه من الرد على الهجمات الإسرائيلية في اللحظة التي يراها مناسبة، آخذاً في الاعتبار الواقع اللبناني، والواقع الدولي، وما يُتّخذ من خطوات على صعيد إعادة التعافي وغير ذلك".


غير أنه في لحظة معيّنة، إذا مضت إسرائيل بمشروعها لتغيير وجه الشرق الأوسط، واستعدّت لجولة جديدة من الحرب على إيران واليمن، فإن كل هذه العوامل تولّد مخاوف من أن إسرائيل لا تزال ماضية في مشاريعها الحربية في المنطقة، وفي هذه الحال، لن يتوانى الحزب عن الدفاع عن لبنان.


عن صخرة الروشة والتحشيد الانتخابي...


وفي ما يتعلق بالوضع الداخلي وما تلا واقعة "صخرة الروشة"، يرى ترشيشي أن هذه الواقعة ما كان يجب أن تحصل بهذه الطريقة، ولو تُركت المناسبة تقام بهدوء، لما كان هذا الحشد والتحشيد والتوتر الذي هزّ السلم الأهلي، خصوصًا أن بعض الذين تدخلوا في الموضوع فعلوا ذلك لغايات ومصالح انتخابية ضيقة.


ويشير إلى أن "ما حصل يدلّ على أن هناك مجموعات من النواب الذين شعروا بتراجع شعبيتهم، فلجأوا إلى التحريض الطائفي والمذهبي عبر موضوع الروشة، كمادة لتقوية رصيدهم الانتخابي، لكن النتيجة كانت أنهم أساؤوا للبلد وهددوا سلمه الأهلي".


ويلفت إلى أنه في الوقت الذي تفاءل فيه اللبنانيون بتطور العلاقة مع السعودية، والمبادرة التي أطلقها حزب الله باتجاهها، والتي كان يُفترض أن تنعكس وحدة وطنية وتفتح الآفاق أمام حلول هادئة لكل الملفات، جاءت "إثارات صخرة الروشة" المبالغ فيها لتخلق جوًا غير صحي في البلد.


وكان من المفترض، برأي ترشيشي، أن يترك رئيس الحكومة هذا الأمر للمحافظ والمؤسسات المختصة، دون أن يتصدّر واجهة المعارضة للحدث، لأن ذلك لم يكن في مصلحته، وقد اهتزّت العلاقة مع الرئاستين الأولى والثانية.

لكن تم ترميم العلاقة وتطويق ذيول ما حصل على المستوى الرئاسي، من خلال اللقاءين مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب. ويمكن القول على لسان الرؤساء إنه "قطوع ومرق"، على ضوء التفاهمات الجديدة.


الجيش تصرّف بحكمة...


ويؤكد ترشيشي أن الجيش اللبناني تصرّف بحكمة، خلافًا لما أراده البعض من صدام مع جمهور السيد حسن نصرالله. وكان رئيس الجمهورية واضحًا في هذا الجانب، إذ أكد أنه لا يمكن زجّ الجيش في مسائل تؤثر على تماسكه ودوره، خصوصًا في ظل التعويل عليه في تنفيذ خطة حصر السلاح واستراتيجية الأمن الوطني، التي من المفترض التحضير لها.


ويختم مشيرًا إلى أنه إذا تطور الوضع في جنوب الليطاني إيجابًا، وانسحبت إسرائيل والتزمت وقف إطلاق النار، فإن دور الجيش سيكون أساسيًا في المرحلة المقبلة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة