وفي عظته بعد الإنجيل، تطرّق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الشأن الوطني والسياسي، قائلاً: "كما تحتاج الكرمة إلى فلاّحين يعتنون بها، هكذا يحتاج وطننا إلى رجالٍ ونساءٍ أمناء يحرصون عليه، يسهرون على وحدته، ويثابرون في بنائه."
وأضاف: "العذراء التي نكرّس لها اليوم تمثال سيدة الكروم هي صورة عن لبنان نفسه، هذا الوطن الخصيب روحيًّا وثقافيًّا، الذي يحتاج إلى من يحافظ عليه ويمنع عنه الجفاف والانقسام."
وأكد الراعي أن "لبنان لا يمكن أن يُبنى إلا على ثمار العدل واحترام القيم وخدمة الخير العام"، مشدّدًا على أنّ "لا خلاص للبنان إذا بقي مثقلاً بأحمال الفساد والانقسام والتهميش."
وتابع: "المسيح يقول: تعالوا إليّ يا جميع المتعبين، ونحن كلبنانيين نقول: فلنأتِ جميعًا إلى مائدة الوحدة والشراكة، لأن خلاص الوطن لا يقوم إلا بوحدة أبنائه وتكاتفهم."
كما دعا الراعي إلى الحفاظ على الأرض والوطن قائلاً: "سيدة الكروم تذكّرنا أن كل غصن لا يثمر يُقطع ويُلقى في النار، أما الغصن الذي يثمر فيُنقّى ليعطي أكثر. كذلك هو لبنان: إن أهملناه ييبس، وإن رعَيناه يزهر ويعطي الحياة."
وأشار إلى أن "مسؤوليتنا الوطنية اليوم أن نحافظ على هذه الأرض، فلا تُباع ولا تُهمل ولا يُهجَّر أبناؤها، بل تبقى مزروعة بالأمل، محصّنة بالسيادة، ومثمرة بالكرامة"، داعيًا إلى "العودة إلى الله وقيم الحق والعدالة والشراكة، لأن الوطن ليس ملكًا لأحد بل هو كرم جماعي، كلّنا غرسنا فيه، وكلّنا مسؤولون عن سقيه بالأمل والعمل."
الـــمــــزيــــــــــد
