الجيش الإسرائيلي يبدأ إعداد خرائط الانسحاب من غزة وفق خطة ترامب

أفاد إعلام إسرائيلي، السبت، بأن فرقاً أمنية بدأت إعداد الخرائط الدقيقة لانسحاب الجيش من غزة وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما تعمل جهات أخرى على وضع قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد أشارت إلى أن فريق التفاوض تلقى توجيهات بالاستعداد للسفر في أقرب وقت، بالتزامن مع دخول خطة ترامب حيّز التنفيذ العملي.

وفي المقابل، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنّها شاركت في المشاورات التي سبقت قرار حماس، مؤكدة أنّ رد حماس يعكس موقف الفصائل الفلسطينية مجتمعة.

وجاء ذلك بعد أن طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إسرائيل التوقف عن قصف غزة فوراً، بعيد إعلان حماس موافقتها على الإفراج عن جميع المحتجزين بموجب خطته لإنهاء الحرب، من دون أن تتطرّق إلى مسألة نزع السلاح.

وقال ترامب عبر منصة "تروث سوشال": "بناء على البيان الصادر عن حماس، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة فوراً حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وبسرعة."

ووصف ترامب هذا اليوم بأنه "مميز"، مشيداً بموافقة حماس على إطلاق سراح المحتجزين ومؤكداً أن جميع الأطراف ستُعامل بـ"شكل منصف" بموجب خطته للسلام.

وفي بيان رسمي، رحّبت حماس بتصريحات ترامب، واعتبرتها "مشجعة"، مؤكدة استعدادها لبدء التفاوض فوراً لإنهاء الحرب.

في المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تسعى إلى التنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من الخطة، التي تشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، وبدء انسحاب تدريجي من قطاع غزة.

ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان حماس، داعياً إلى اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب المأساوية في غزة.

كما رحّبت قطر ومصر بالخطوة، ووصفتها القاهرة بأنها "تطور إيجابي" في مسار الوساطة.

وتنص خطة ترامب المكونة من 20 بنداً على وقف فوري لإطلاق النار، وتبادل جميع الرهائن والأسرى خلال 72 ساعة، ونزع سلاح حماس، وانسحاب إسرائيلي مرحلي من غزة، يعقبها تشكيل سلطة انتقالية بإشراف هيئة دولية برئاسة ترامب.

ورغم الأجواء السياسية الإيجابية، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف لمدينة غزة ومناطق أخرى في القطاع.

وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني أن 49 شخصاً استُشهدوا الجمعة، بينهم 31 في مدينة غزة وحدها، فيما تواصل الطائرات والمدفعية الإسرائيلية استهداف الأحياء السكنية.

ووصف عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا، الوضع في غزة بأنه "كارثي"، مؤكداً أن الفلسطينيين يجبرون على النزوح مراراً وتكراراً، وأن المناطق التي حددتها إسرائيل كمناطق آمنة تحولت إلى "أماكن للموت".

اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عقب هجوم حماس على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1219 شخصاً وخطف 251 آخرين، وفق الأرقام الإسرائيلية الرسمية.

ومنذ ذلك الحين، أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 66 ألف فلسطيني بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة.