أكد مصدر أمني مصري رفيع المستوى أن لقاءات غير مباشرة ستُعقد غدًا الأحد في العاصمة المصرية القاهرة بين وفدي حركة حماس وإسرائيل، في إطار الجهود الرامية إلى ترتيب الظروف الميدانية لتنفيذ عملية تبادل شاملة للأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، وفقًا لـمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أُعلن مؤخرًا، بحسب ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية".
وأوضح المصدر أن المباحثات ستركّز على تهيئة الأوضاع الميدانية في قطاع غزة بما يضمن تنفيذ عملية التبادل بشكل آمن ومنسّق، مشيرًا إلى أن الوسطاء المصريين والأميركيين سيشاركون في تنظيم وضمان سير المفاوضات.
وكان الرئيس ترامب قد أعلن عن خطة من 20 بندًا لإنهاء الحرب في غزة المستمرة منذ قرابة عامين، وتتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين (نحو 20 أسيرًا حيًّا وجثامين آخرين) مقابل إفراج إسرائيل عن 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد و1,700 معتقل منذ 7 تشرين الأول 2023.
كما تشمل الخطة الأميركية المقترحة انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ونزع سلاح حركة حماس، إلى جانب تشكيل حكومة انتقالية دولية تُدار عبر مجلس سلام برئاسة ترامب، مع دعم عربي واسع لعملية إعادة الإعمار التي تُقدّر كلفتها بأكثر من 60 مليار دولار.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وافق على الخطة مع بعض التحفّظات، في حين أعلنت حماس موافقتها المشروطة على عملية التبادل، مطالبةً بتوفير الظروف الميدانية والأمنية المناسبة قبل التنفيذ، الأمر الذي دفع الوسطاء إلى الدعوة لعقد هذه اللقاءات في القاهرة.
وتلعب مصر دورًا محوريًا في هذه المفاوضات بصفتها الوسيط التاريخي بين حماس وإسرائيل، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، إذ سبق أن استضافت القاهرة جولات ناجحة أسفرت عن هدن مؤقتة وتبادلات جزئية، من بينها اتفاق كانون الثاني 2025 الذي نصّ على إطلاق 30 رهينة إسرائيليًا حيًّا مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين.
ومن المقرر أن يشارك في الجولة الجديدة من المحادثات المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى جانب مسؤولين إسرائيليين أبرزهم رون ديرمر، حيث سيُركّز البحث على وقف القصف الإسرائيلي المستمر رغم دعوة ترامب لوقفه فورًا لتأمين الإجلاء الإنساني الآمن.
ووفق المقترح، فإن عملية التبادل ستجري خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق، على أن تتضمن إطلاق سراح الرهائن كافة مقابل إفراج إسرائيلي واسع، مع ضمانات أميركية لانسحاب تدريجي ودخول مساعدات إنسانية عاجلة.
غير أن حماس لا تزال تطالب بـضمانات واضحة لإنهاء الحرب بشكل كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية كليًا من غزة قبل أي خطوة نحو نزع سلاحها، ما يعكس التحديات المعقدة التي تواجه الجولة الجديدة من المفاوضات، والتي تأتي بعد سلسلة من التأجيلات والتوترات المتبادلة بين الجانبين.
الـــمــــزيــــــــــد
