خلال عطلة نهاية الأسبوع، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يُقدّم نفسه صاحب الفضل الأكبر في الخطة الأميركية الجديدة التي يُفترض أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب في غزة. لكن، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز، فإن الصورة في إسرائيل والمنطقة بدت واضحة: من يوجّه الدفّة فعلياً هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في خطاب متلفز السبت، قال نتنياهو إن الخطة جاءت ثمرة "تحرك دبلوماسي منسق" مع ترامب وفريقه، غير أن ترامب قدّم رواية مختلفة تماماً، موضحاً في مقابلة أنه اضطر إلى الضغط على نتنياهو لقبول الشروط، وأضاف: "لقد وافق في النهاية، عليه أن يوافق، لا خيار أمامه. معي، يجب أن توافق."
ويرى مراقبون أن نتنياهو بات عاجزاً عن تحدّي ترامب في ظل العزلة الدولية التي تواجهها إسرائيل وتزايد الانتقادات لسلوكها في الحرب. وكتب الصحافي الإسرائيلي نحوم برنياع في يديعوت أحرونوت: "هو الرئيس الفعلي... ترامب لا يهدد نتنياهو، بل يأمره."
الإسرائيليون علموا بتفاصيل الاتفاق من منشور لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، كشف فيه أن إسرائيل وافقت على انسحاب أولي داخل غزة مقابل تبادل 20 رهينة و28 جثة بـ250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد ومئات المعتقلين الآخرين.
وقال ترامب إن وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ فور توقيع حماس على الاتفاق، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي تقليص عملياته إلى “إجراءات دفاعية فقط”.
ويرى محللون أن ترامب فرض إيقاعه بالكامل على نتنياهو، بعدما نفد صبره من تباطؤ التقدم الميداني. وقال المستشار الإسرائيلي ميتشل باراك: "يبدو أن بيبي أدرك أن رصيده لدى ترامب قد نفد."
رغم ذلك، يُجمع المراقبون على أن نتنياهو ما زال يمتلك قدرة لافتة على المناورة وامتصاص الصدمات السياسية، إذ نجح في إقناع جمهوره بأن الصفقة "إنجاز لإسرائيل" وأنه هو من قادها.
الـــمــــزيــــــــــد
