تتواصل في القاهرة المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، في ظل عقبات معقدة تهدد بتأجيل التفاهمات أو نسفها بالكامل، أبرزها ملف الأسرى الذي يشكّل محوراً حساساً ومتفجّراً في أي صفقة محتملة.
وبحسب بنود الخطة التي قدّمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يُتوقّع أن تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق الإفراج عن نحو 250 أسيراً فلسطينياً مقابل 47 محتجزاً إسرائيلياً في غزة، من بينهم جثامين 25 إسرائيلياً، في واحدة من أكثر القضايا حساسية على الطاولة.
في المقابل، تتمسك حركة حماس بالإفراج عن أسماء بارزة من مختلف الفصائل الفلسطينية، تصفهم إسرائيل بـ"الأخطر"، فيما تراهم الحركة رموزاً وطنية لا يمكن تجاهلها.
ستة أسماء على رأس القائمة
مروان البرغوثي... زعيم فتحي خلف القضبان
يتصدر النائب والقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي قائمة المطالب الفلسطينية. وُلد في قرية كوبر شمال رام الله عام 1959، وبرز في الانتفاضة الأولى عام 1987 قبل أن يُنتخب نائباً في المجلس التشريعي عام 1996.
اعتقلته إسرائيل عام 2002 خلال اجتياح مدن الضفة في عملية “الدرع الواقي”، وحُكم عليه بخمسة مؤبّدات و40 عاماً إضافياً، بتهم تتعلق بقيادة عمليات ضد الجيش الإسرائيلي. ورغم سنوات السجن الطويلة، ما يزال البرغوثي يُعد أحد أبرز المرشحين لقيادة الساحة الفلسطينية مستقبلاً.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن البرغوثي "لن يكون مشمولاً بأي صفقة تبادل في أي مرحلة"، واصفاً إياه بأنه "رمز لما تسميه إسرائيل بالإرهاب".
عبدالله البرغوثي... مهندس المتفجرات وأطول حكم في التاريخ الإسرائيلي
يُعدّ عبدالله البرغوثي، الملقب بـ"مهندس حماس"، أحد أبرز المطلوبين لدى إسرائيل، حيث يقضي 67 حكماً مؤبداً — وهي أطول عقوبة تصدر في تاريخ السجون الإسرائيلية والعالمية.
يتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن تفجيرات كبرى، أبرزها مطعم “سبارو” في القدس عام 2001، و**“كافيه مومنت” عام 2002**، والجامعة العبرية في العام نفسه، والتي أدت إلى مقتل العشرات، من بينهم خمسة أميركيين.
ويُعتبر البرغوثي — الذي اعتُقل عام 2003 — من أبرز العقول العسكرية في كتائب القسام بعد المهندس يحيى عيّاش الذي اغتيل عام 1996.
إبراهيم حامد... الأخطر في نظر إسرائيل
أما إبراهيم حامد، فتصفه إسرائيل بأنه "أخطر أسير لديها"، إذ كان قائد الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية.
وُلد عام 1965 في بلدة سلواد قرب رام الله، ودرس العلوم السياسية في جامعة بيرزيت. تتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن هجمات عام 2002 التي أودت بحياة عشرات الإسرائيليين، وقد حكم عليه بـ54 مؤبداً.
قضى حامد ثماني سنوات في العزل الانفرادي، ويُعتبر من أبرز القادة الذين واجهوا التحقيق والاعتقال بصمت، وفق ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.
أحمد سعدات... الأمين العام للجبهة الشعبية
يحتل أحمد سعدات موقعاً رمزياً في قائمة حماس، بصفته الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. اعتقلته إسرائيل بعد حصار المقاطعة عام 2002 على خلفية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي، ويقضي حكماً بالسجن 30 عاماً منذ عام 2006.
سعدات من مواليد 1953 في مدينة البيرة، وسبق أن اعتُقل ست مرات منذ عام 1976، وتعرّض للعزل الانفرادي لفترات طويلة. وأصدر خلال اعتقاله كتابه "صدى القيد"، الذي يوثّق تجربة الأسر والعزل في السجون الإسرائيلية.
عباس السيد... منفذ عملية "فندق بارك"
يُعدّ عباس السيد أحد أبرز القادة في حركة حماس، وأدين بتنفيذ هجوم فندق بارك في نتانيا عام 2002 الذي أسفر عن مقتل 30 إسرائيلياً، ويقضي حالياً أحكاماً بالسجن المؤبد.
حسن سلامة... قائد القسام المحكوم 46 مؤبداً
من أخطر قادة القسام في التسعينيات، نفّذ حسن سلامة سلسلة عمليات فدائية داخل إسرائيل رداً على اغتيال يحيى عيّاش، ويقضي اليوم 46 حكماً مؤبداً في السجون الإسرائيلية.
صفقة معقّدة ومعادلة حساسة
وبينما تصرّ إسرائيل على استبعاد هذه الأسماء الستة من أي اتفاق، تعتبرها حماس جزءاً أساسياً من أي صفقة "تحمل معنى وطنياً"، ما يجعل المفاوضات في القاهرة أمام اختبار صعب.
ومع أن المساعي الأميركية والمصرية مستمرة لتقريب وجهات النظر، إلا أن ملف الأسرى يبقى "اللغز الأصعب" الذي قد يؤخّر التفاهم النهائي على اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.