اقليمي ودولي

روسيا اليوم
الثلاثاء 07 تشرين الأول 2025 - 21:03 روسيا اليوم
روسيا اليوم

لقاء الشرع وفيدان محط أنظار تل أبيب... ومخاوف من تغيّر الموازين

لقاء الشرع وفيدان محط أنظار تل أبيب... ومخاوف من تغيّر الموازين

تطرّق مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى اللقاء المرتقب غداً الأربعاء في أنقرة بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان، مشيراً إلى أنّ المحادثات ستركّز على العلاقات بين دمشق وتل أبيب، إلى جانب التطورات الإقليمية والملفات الأمنية في الشمال السوري.


ووفقاً لما أورده الصحافي إيلي ليون في مقاله بالصحيفة، فإن اللقاء يأتي في إطار التقارب السوري–التركي المتسارع بعد اتفاق العاشر من آذار، إذ يتناول الاجتماع جهود البلدين المشتركة لـدمج القوات الكردية ضمن الجيش السوري الجديد الذي يعمل تحت قيادة الرئيس السوري أحمد الشرع.


ونقلت “معاريف” عن تقارير في الإعلام التركي أن أنقرة وجّهت رسائل حازمة إلى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مفادها أنّها قد تشنّ عملية عسكرية واسعة ضدهم ما لم يوافقوا على الانضمام إلى الجيش السوري الموحد والتوقف عن أي نشاطات مسلّحة مستقلة.


وأشار المقال إلى أن التعاون بين دمشق وأنقرة بات وثيقاً، حيث تُعدّ تركيا “الأم الحنون” للنظام السوري الجديد، إذ يرى الطرفان في دمج القوات الكردية مصلحة مشتركة: سوريا تسعى لإنهاء الجيوب المستقلة داخل أراضيها، وأنقرة تريد تحييد التهديد الكردي الذي تعتبره مرتبطاً بالأقلية الكردية داخل حدودها.


وأضاف ليون أن "هناك جهداً موازياً تبذله دمشق مع الأقلية الدرزية قرب الحدود مع إسرائيل"، كاشفاً أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى مؤخراً الوزير الإسرائيلي رون ديرمر في أكثر من مناسبة لبحث ضمانات تتعلق بأمن الدروز في جنوب سوريا، مشيراً إلى تقدّم ملحوظ في هذه المحادثات التي جرت برعاية أميركية.


وأوضح المقال أن محاولات دمشق وأنقرة لدمج الأكراد في الإطار الوطني الجديد واجهت انتكاسة، بعد أن قاطع التحالف العسكري لقسد الانتخابات البرلمانية الأخيرة في سوريا، احتجاجاً على استبعاد ممثلين عن الأكراد والدروز من قوائم المرشحين. ولفت إلى أن الانتخابات “لم تكن ديمقراطية”، بل “اختير ثلثا النواب البالغ عددهم 210 من قبل لجان مُعينة، فيما عيّن الرئيس الشرع الثلث الباقي بنفسه”.


وبحسب الكاتب، فإن تركيا قد تنفّذ تهديدها العسكري ضد قوات قسد، إلا أن هذا التهديد قد يكون "جزءاً من مفاوضات شرق أوسطية معقدة"، تهدف فيها الأطراف الكردية إلى ضمان وضعها القانوني والسياسي في كل من سوريا وتركيا والعراق.


وأشار المقال إلى أن الرئيس أحمد الشرع، بدعم تركي وسعودي وخليجي، حصل على شرعية غربية ومباركة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقيادة سوريا الجديدة، موضحاً أن واشنطن رفعت العقوبات عن دمشق مؤخراً في ضوء الانفتاح الدبلوماسي الإقليمي.


وقال ليون إن الرئيس الشرع، رغم خلفيته الإسلامية، “يُظهر براغماتية سياسية واضحة”، تتجلى في اتصالاته العلنية مع إسرائيل التي تجري "بناء على طلب من واشنطن"، وإدراكه أن الاعتراف بإسرائيل أصبح "أمراً واقعاً ضمن معادلة السلام الجديدة".


ورجّحت الصحيفة أن اللقاء بين الشيباني وفيدان سيتطرق أيضاً إلى البعد الإسرائيلي، في ضوء المساعي الأميركية لإنهاء الحرب في غزة. وأشارت إلى أن تركيا استعادت موقعها في قلب المشهد الشرق أوسطي وتلعب دوراً محورياً في إقناع حماس بقبول خطة ترامب للسلام.


وأضافت “معاريف” أن إدارة ترامب تسعى لاستثمار هذا الزخم الدبلوماسي لدفع خطوة إقليمية كبرى تشمل اتفاق عدم قتال بين سوريا وإسرائيل، ضمن خطة أوسع لـ"اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط" يشمل أيضاً اتفاقاً رسمياً بين إسرائيل والسعودية، مع احتمال انضمام دول إسلامية أخرى مثل إندونيسيا.


وختم ليون مقاله بالقول إنّ "ما يبدو صراعاً محلياً بين القوات الكردية وسوريا وتركيا، هو في الواقع جزء من إعادة تشكيل جذرية لخريطة الشرق الأوسط، يجري هندستها برعاية أميركية–تركية، وبموافقة دمشق".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة