في أول ظهور علني له منذ محاولة اغتيال إسرائيلية في قطر الشهر الماضي، كشف رئيس وفد حركة "حماس" إلى مفاوضات شرم الشيخ، خليل الحية، عن مسار المفاوضات الجارية وموقف الحركة من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكّدًا أن الحركة تسعى إلى إنهاء الحرب على غزة عبر مفاوضات مسؤولة وجادة.
وأثار ظهور الحية في قلب مدينة شرم الشيخ أثناء مقابلة مباشرة مع قناة "القاهرة الإخبارية" دهشة المراقبين، إذ جاء بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بملاحقة قادة "حماس" "أينما كانوا".
وظهر الحية محاطًا بعناصر من قوات النخبة "GIS" التابعة لجهاز المخابرات العامة المصرية، والمختصة بمكافحة الإرهاب وتأمين الشخصيات الحساسة، ما عُدّ رسالة مصرية واضحة برفض أي مساس بسيادتها أو بمحاولات استهداف قادة الحركة على أراضيها.
وتزامن الظهور مع المفاوضات الحساسة الدائرة في شرم الشيخ حول خطة ترامب لوقف الحرب، ما منحه رمزية سياسية وأمنية كبيرة في هذا التوقيت.
قال الحية في المقابلة إنّ وفد "حماس" جاء إلى شرم الشيخ بهدف مباشر هو إنهاء الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مضيفًا: "نلتزم بحمل تطلعات شعبنا في الحرية والاستقرار وإقامة الدولة الفلسطينية وتقرير المصير."
وأوضح أنّ خطة الحركة تقوم على انسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من غزة، وإجراء تبادل شامل للأسرى، بحيث يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، الأحياء منهم والأموات، مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
كما شكر الحية الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "سعيه الدؤوب لوقف الحرب"، معبّرًا عن تقدير الحركة للدور الدولي والإقليمي الداعم لإنهاء النزاع.
ولفت الحية إلى أنّ تعهدات إسرائيل "غير مضمونة إطلاقًا"، موضحًا أنّها لم تلتزم بالاتفاقات السابقة في تشرين الثاني وكانون الأول 2023، ولا في كانون الثاني 2025، إذ عادت إلى مواصلة الحرب بعد كل اتفاق.
وقال إنّ حماس اختبرت ذلك مرتين خلال هذه الحرب، ما يجعل من الضروري توفير ضمانات دولية حقيقية تكفل تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه، داعيًا إلى دور فعّال للمجتمع الدولي والإدارة الأميركية والدول الراعية لضمان تطبيق الاتفاق واحترام بنوده.
كما لاقى الظهور العلني للحية تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى ناشطون أنّ ظهوره في شوارع شرم الشيخ يمثل رسالة قوة من مصر تؤكد سيادتها ورفضها لأي محاولة إسرائيلية لاستهداف قادة حماس على أرضها.
ورأى آخرون أن تصريحات الحية عزّزت الأجواء الإيجابية المحيطة بالمفاوضات الجارية، والتي قد تمهّد للتوصل إلى اتفاق شامل يضع حدًا للحرب ويعيد إطلاق مسار التسوية السياسية.