كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفّذت، بالتعاون مع إسرائيل والأردن، عملية سرّية وغير مسبوقة لإجلاء امرأة فلسطينية من قطاع غزة، شاركت فيها جهات أمنية ودبلوماسية من الدول الثلاث.
وبحسب الصحيفة، فإنّ المرأة هي أحلام فروانة (59 عامًا)، والدة أحد أفراد البحرية الأميركية، وقد تطلّبت العملية تبرّعًا بقيمة 10 آلاف دولار لتغطية تكاليف النقل، واستخدام برمجيات مراقبة متقدّمة لمتابعة تحرّكاتها وسط القصف المستمر، إضافة إلى تنسيقٍ لوقف مؤقت للقصف الإسرائيلي لتأمين مرورها داخل القطاع.
وأوضحت أنّ المهمة نُفّذت بإشراف مباشر من مسؤولين أميركيين كبار نسّقوا مع الجانبين الأردني والإسرائيلي لتأمين خروجها، في عملية وُصفت بأنها الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب على غزة.
وقال نجلها يونس فروانة (32 عامًا)، وهو عنصر في البحرية الأميركية، إنّ والدته وإخوته عاشوا أوضاعًا صعبة بعد تدمير منزل العائلة المؤلف من سبعة طوابق عام 2024، مضيفًا: "وصلوا إلى مرحلة كانوا يأكلون فيها بذور الطيور".
وأشار التقرير إلى أنّ العملية الميدانية قادها فريق من المحاربين الأميركيين القدامى بالتعاون مع مسؤولين سابقين في وزارة الدفاع، من بينهم أليكس بليتساس والعقيد المتقاعد ستيف غابافيتش، وبمشاركة مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الخاص السابق لترامب إلى الشرق الأوسط.
واستخدم الفريق تطبيقات متخصّصة لتحديد المسارات الآمنة داخل القطاع، فيما تمّ تأمين مراقبة جوية ووقف مؤقت للغارات لتسهيل انتقالها إلى معبر كرم أبو سالم، حيث استغرقت الرحلة 19 ساعة قطعت خلالها فروانة تسعة أميال سيرًا على الأقدام بمساعدة ابنتها.
ونقلت الصحيفة عن العقيد غابافيتش قوله إنّه استعان باتصالاته في الجيش الإسرائيلي وجهازي "الشاباك" و"الموساد" لضمان مرورها بأمان، مشيرًا إلى أنّ العملية تمّت بـ"تعاون استثنائي بين واشنطن وتل أبيب وعمّان".
من جهتها، أكّدت السفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار أنّ الأردن "سعيد بتسهيل العملية في إطار الجهود الإنسانية المستمرة"، مشدّدة على أنّ "عمان تعمل بصمت ودون توقف لدعم المحتاجين".
وأشارت واشنطن بوست إلى أنّ ملف إجلاء الأميركيين من غزة يثير جدلاً واسعًا في الولايات المتحدة، إذ تتّهم عائلات فلسطينية-أميركية إدارة ترامب بـ"التمييز في عمليات الإجلاء" لصالح العسكريين، فيما تُترك عشرات العائلات العالقة دون دعم.
وتقيم أحلام فروانة حاليًا في الأردن بانتظار تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، بينما يواصل نجلها السعي لإخراج بقية أفراد العائلة من غزة.
وقال في ختام حديثه للصحيفة: "من المؤثر أن تهتم الحكومة بقضية والدتي، لكن لماذا تطلّب خروجها كل هذا الجهد؟ على الولايات المتحدة أن تفعل أكثر من ذلك".