تقرير الخبير: مدلج مسؤول بالكامل
وفق تقرير الخبير (أ.ع)، تقع المسؤولية الكاملة على كريستيان مدلج، إذ أظهرت كاميرات المراقبة أنه كان يقود بسرعة كبيرة، وعند وصوله إلى منعطف مائل جزئيًا نحو اليمين، تجاوز منتصف الطريق متخطّيًا مساره.
آثار العجلات على الإسفلت أكّدت عدم التزامه بخط السير، ما أدّى إلى اصطدام مباشر مع سيارة جو قرقماز.
الاصطدام كان عنيفًا، إذ لامس الجنط الأمامي الأيسر لسيارة مدلج الإسفلت قبل لحظة التصادم، ما دفع مقدّمة سيارة قرقماز إلى الخلف بقوة، لتتحوّل الحادثة إلى فاجعة حقيقية: أضرار مادية جسيمة، إصابة قرقماز، ووفاة ريتا على الفور.
محاولة قلب الحقائق
على الرغم من وضوح التقرير وتحميله مدلج المسؤولية بنسبة 100%، سارعت محامية مدلج إلى رفع دعوى ضد الخبير، معتبرة أن المسؤولية ليست كاملة، في محاولة لتخفيف العقوبة القانونية.
لكن الصادم أن مدلج لا يزال حرًّا طليقًا، بعدما قضى فقط 38 يومًا في السجن، وفق ما أكّدت شقيقة الضحية، باميلا ناكوزي، لـ"ليبانون ديبايت".
"العدالة لم تأخذ مجراها"
باميلا، التي ما زالت تعيش وجع خسارة شقيقتها، شدّدت على أنها لن تتنازل عن حقّ ريتا مهما طال الزمن: "عائلة المذنب تعيش حياتها وكأن شيئًا لم يكن، فيما نحن نعيش الألم كل يوم. العدالة لم تأخذ مجراها حتى الآن، رغم مرور أكثر من سنة على الحادث، وهناك شبهات واضحة عن تدخلات ساعدت مدلج على الخروج من السجن بعد 38 يومًا فقط".
قرارات قضائية مثيرة للجدل
تُشيد باميلا بقرار قاضي التحقيق في جبل لبنان الذي أصدر قرارًا بمنع سفر مدلج وطلب كفالة مالية مرتفعة مقابل إخلاء سبيله.
لكن مدلج استأنف القرار بواسطة وكيلته أمام الهيئة الاتهامية، التي خفّضت الكفالة إلى ملياري ليرة فقط.
المفاجأة كانت حين صدر قرار عن الهيئة الاتهامية قضى بإزالة إشارة منع السفر وتسليم المدعى عليه جوازي السفر اللبناني والكندي، وعلى أثر هذا القرار غادر الأراضي اللبنانية.
وقد تبيّن من خلال التحقيقات أنه كان تحت تأثير المخدرات، وقد فُتح بحقه ملف منفصل يتعلق بالتعاطي والترويج، إلا أنّه انتهى بخروجه من السجن بقرار قضائي، بحسب ما أفاد المحامي جوزيف صهيون، وكيل أهل الضحية، لـ"ليبانون ديبايت".
مدلج غادر إلى كندا… ولا يمكن الوصول إليه
اليوم، وبعد أكثر من سنة على الحادث، لم يحضر مدلج أي جلسة من جلسات المحاكمة، وهو مستقر في كندا. ويوضح صهيون أنه في طور تعيين موعد جلسة لاستجوابه.
أين العدالة؟
عام مضى على رحيل ريتا ناكوزي، والحزن لم يرحل عن عائلتها.
الملف لا يزال عالقًا بين قرارات متناقضة واستئنافات تثير الشك في نزاهة العدالة.
كيف يمكن لمتّهم ثبتت مسؤوليته الكاملة أن يغادر البلاد؟ من سهّل سفره؟ ولماذا تُفتح الأبواب أمام المتّهمين وتُغلق أمام الضحايا؟
ريتا ماتت، لكن قضيتها ما زالت حيّة، وصوت عائلتها لن يصمت.
حتى اللحظة، لا جواب سوى سؤال واحد موجّه إلى الدولة والقضاء:
أين العدالة؟ وأين حقّ ريتا؟
علماً أنّ عائلة المغدورة على ثقة بأن القضاء سينصف ريتا ولو بعد حين، وأنّ الجاني سينال العقاب الذي يستحقّه، لأن عدالة السماء تبقى العدالة الحقيقية.