صادقت الحكومة الإسرائيلية فجر اليوم الجمعة على المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ما يفتح مهلة 72 ساعة يبدأ خلالها الانسحاب الإسرائيلي من عمق القطاع إلى مواقع متفق عليها مسبقًا، وتُجرى عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس تحت إشراف دولي.
وبحسب الوثيقة الموقعة في شرم الشيخ بعد 4 أيام من مفاوضات غير مباشرة برعاية مصرية وقطرية وأميركية ومشاركة تركية، تتضمن المرحلة الأولى البنود التالية بالتفصيل:
وقف فوري للحرب — وقف تام للعمليات الجوية والبرية والمدفعية، مع استمرار طائرات استطلاع محدودة لمراقبة التنفيذ.
دخول مساعدات إنسانية كاملة — بدء دخول قوافل المساعدات بإشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر لمدة لا تقل عن 72 ساعة متواصلة من دون عرقلة.
انسحاب عسكري إسرائيلي محدد — بدء انسحاب القوات من عمق غزة إلى حدود ومناطق آمنة محددة سلفًا، يشمل شمال ووسط القطاع.
تبادل الأسرى بسرية ومتابعة الصليب الأحمر — إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل إفراج عن أسرى فلسطينيين محددين بالأسماء في السجون الإسرائيلية؛ تتم عمليات الإفراج دون تغطية إعلامية مباشرة حفاظًا على سرية الإجراءات ويتابعها الصليب الأحمر ميدانيًا، مع حظر نشر أي صور أو تسجيلات حتى اكتمال العملية. من المتوقع الإفراج عن الرهائن الأحياء أولًا خلال 72 ساعة من مصادقة الحكومة الإسرائيلية، وتُنقل الجثامين لاحقًا ضمن دفعات ثانية، فيما تدخل فرق طبية وهندسية مصرية وقطرية لتأمين الطرق.
حجم تبادل متوقع — مسؤول فلسطيني قال إن الإفراج عن الرهائن الأحياء قد يتم مقابل نحو ألفَي أسير فلسطيني محتجزين لدى إسرائيل، بالتزامن مع انسحابات وإتاحة دخول مساعدات، من دون إيضاح مصير الرهائن المتوفين.
غرفة تنسيق ميدانية مشتركة — إنشاء غرفة تضم ممثلين عن مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل وحماس لمراقبة الخروقات على مدار الساعة؛ وهي المرة الأولى التي يذكر فيها اسم تركيا رسميًا كمشارك في التنفيذ لا كمراقب فقط.
مؤشرات حسن نية وبداية المرحلة الثانية — خلال 72 ساعة من الدخول حيّز التنفيذ، تبدأ إسرائيل بإطلاق سراح "أسماء محددة من ذوي الأحكام العالية" كإشارة حسن نية، وتعتبر حماس ذلك مؤشرًا لانطلاق الترتيبات للمرحلة الثانية.
وتشير مصادر متفاوضة إلى أن المرحلة التالية قد تفضي إلى وقف إطلاق نار شبه دائم بينما تُستكمل مفاوضات القضايا العالقة، أبرزها إدارة غزة وترتيبات نزع السلاح وإعادة الإعمار. وذكرت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية أن الاتفاق لن يدخل حيّز التنفيذ إلا بعد مصادقة نهائية ويعمل به في غضون 24 ساعة من المصادقة، وأنه في بداية التنفيذ ستبقي إسرائيل سيطرتها على نحو 53% من أراضي قطاع غزة وفق ما تضمنته الوثيقة.