اللقاء الذي اتّسم بالدفء والرمزية، جمع تحت سقفٍ واحد نخبةً من رجالات القانون والفكر والروح العامة، في مشهدٍ يعكس وحدة الجسم النقابي والتنوّع داخل البيئة المارونية القانونية والوطنية. وقد شكّل العشاء مناسبة لتأكيد دور الرابطة المارونية كجسر تواصل بين الموارنة وسائر المكوّنات اللبنانية، بعيداً عن الاصطفافات الضيّقة، تحت عنوان جامع: “نعم لتعزيز التواصل بين الأديان والحضارات والشعوب”.

في كلمته خلال المناسبة، شدّد المحامي عماد مرتينوس على أنّ “الرابطة المارونية لم تكن يوماً حزباً أو تجمعاً، بل هي نخبة جماعة وورثة المقدّمين والنساك الذين صنعوا تاريخ لبنان وصانوا سيادته”، مؤكّداً أنّها “رابطة تعمل بهدوء، لكن بصمتها دامغة في القضايا الوطنية الكبرى، من دعم المؤسسات الدستورية إلى الدفاع عن السيادة والاستقلال”.

وأضاف مرتينوس: “الرابطة المارونية هي رابطة الموارنة للبنان، ولم تكن يوماً لربط لبنان بالموارنة فقط أو لحجزه للموارنة حصراً، وبقدر ما هي ربط بين جماعتها، بقدر ما هي وصل مع كل الجماعات اللبنانية”، مشدّداً على أنّ “هذه هي المارونية السياسية الصحيّة، الطائفة المؤسِّسة للكيان اللبناني، التي وضعت يدها بيد الشريك المسلم للانتقال من نظام الملل إلى نظام الشراكة والديمقراطية”.

كما استعاد في كلمته رمزية التاريخ الماروني من وادي قاديشا إلى بكركي، مؤكّداً أنّ الموارنة “عاشوا في المغاور والكهوف لتبقى لهم الحرية”، مقتبساً مقولة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير: “نحن من عشنا في المغاور والكهوف لتبقى لنا الحرية”.
وشدّد مرتينوس على أنّ مسيرة الرابطة منذ تأسيسها في 21 آب 1952 “كانت ولا تزال قوة ضغط من أجل لبنان الحرّ، التعددي، الديمقراطي، السيد والمستقل”، مشبّهاً إيّاها بنقابة المحامين التي “تجمع تحت سقف واحد المستقلّين والحزبيين والسياسيين ورجالات الفكر من مختلف الاتجاهات”.

وختم مرتينوس كلمته مؤكّداً أنّ تعزيز وحدة الموارنة هو لتعزيز وحدة لبنان، وأنّ العمل النقابي بالنسبة إليه “رسالة ميثاقية لا تقلّ قداسة عن رسالة الدفاع عن الحقّ والعدالة”.