المحلية

حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2025 - 16:09 ليبانون ديبايت
حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت

"الإسلام يتعدّون على المسيحية" في وسط بيروت… حرب أهلية رقمية تنذر بالأخطر!

"الإسلام يتعدّون على المسيحية" في وسط بيروت… حرب أهلية رقمية تنذر بالأخطر!

"ليبانون ديبايت"- حسن عجمي

لم يكن أحد يتخيّل أن تتحوّل زينة عيد الميلاد في وسط بيروت إلى اشتباكٍ طائفي مصغّر على مواقع التواصل، لكن ذلك حصل بالفعل. فمنذ لحظة إضاءتها، اشتعلت منصّات "إكس" و"فيسبوك" بتعليقات هجومية وساخرة، وصلت إلى حدّ اعتبارها "زينة رمضان" واتهام القائمين عليها بـ"التعدّي على المسيحية". أحد المستخدمين أرفق الصورة بعبارة: "صورة برعاية أكلونا الإسلام"، وآخر كتب: "والله عيب… قلة ذوق ما بقى فيها؛ هيدا عيد الميلاد مش رمضان". بضغطة زر واحدة، تحوّل نقاش جمالي بسيط إلى مواجهة هويّاتية كاملة.

الزينة ليست إسلامية… ولا شرقية


وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن الزينة التي أثارت الضجة لا تمتّ بصلة إلى الخط العربي أو الزخارف الإسلامية أو العناصر التي نراها عادةً في الزينة الرمضانية. وهي أيضًا لا تنتمي إلى التراث المسيحي الشرقي السرياني–الماروني.


على العكس تمامًا، الزخارف المستخدمة مستوحاة من الفنون الكنسية الكاثوليكية الباروكية والروكوكوية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ومن تقاليد الأقواس الضوئية Luminarie المنتشرة في جنوب إيطاليا، وتحديدًا في مدن مثل ليتشه، نابولي، سكورانو وبوليا، حيث تُستخدم في احتفالات القديسين والكرنفالات.


وتشير المعلومات إلى أنّ المبادرة من تنفيذ علامة تجارية مرموقة. وبحسب الشركة المنفّذة، جاء اختيار هذا الطابع استلهامًا مباشرًا من عروض الإضاءة الإيطالية التقليدية، ما يجعل الزينة ذات طابع كاثوليكي–غربي واضح، لا علاقة له لا برمضان ولا بالشرق.


وتوضح مصادر هندسية لـ”ليبانون ديبايت” أن هذا الأسلوب قد يكون أيضًا جزءًا من تحضير رمزي لاحتمال زيارة بابوية إلى لبنان، عبر اعتماد لغة بصرية مألوفة لدى الفاتيكان.


بين الذوق والفتنة… اللبنانيون دائمًا على أهبة الاشتباك


ومع اتساع النقاش، خرجت المسألة من إطار النقد الجمالي لتتحوّل إلى ساحة للتخوين والتطييف:

"يا في تراجع بالذوق… يا في شي مش مفهوم"،

"هيدي مش زينة ميلاد… الميلاد مش هيك".


بلد يعيش على حافة الانفجار، جاهز دائمًا لحرب أهلية رقمية تشعلها تفصيلة شكلية. نقاش الفن تحوّل إلى فرصة لتبادل الاتهامات وإعادة تدوير الهواجس التاريخية والمتاريس الطائفية.


المشكلة ليست في الزينة… بل فينا


الزينة ليست رمضانية، وليست تعدّيًا على المسيحية. هي ببساطة طراز باروكي إيطالي اختارته شركة خاصة. النار اشتعلت بسبب جهل ثقافي، وحساسية طائفية مَرَضية، وميل دائم لدى البعض لرؤية الآخر خصمًا… حتى لو كان الموضوع مجرّد ضوء.


في بلد ينهار في كل قطاع، يبقى السؤال الأكثر وجعًا: إلى متى سيبقى اللبنانيون مستعدين لإشعال حرب أهلية بسبب الإنارة، وعاجزون عن إشعال شرارة وعي توقف هذا الانحدار؟.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة