المحلية

حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2025 - 12:38 ليبانون ديبايت
حسن عجمي

حسن عجمي

ليبانون ديبايت

دقائق النار تكشف إهمال السنوات… الرواية الكاملة لفاجعة "هوا تشكين!"

دقائق النار تكشف إهمال السنوات… الرواية الكاملة لفاجعة "هوا تشكين!"

"ليبانون ديبايت" - حسن عجمي

في حادث مأساوي يوم أمس الإثنين، اجتاح حريق هائل معمل "هوا تشكن" في أنفه، مخلفًا وراءه صدمة وحزنًا بين العمال وعائلاتهم، في واحدة من أسوأ الحوادث الصناعية التي شهدتها المنطقة منذ سنوات.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، بدأ الحريق داخل غرف التبريد في الطابق السفلي أثناء القيام بعملية تلحيم، حيث تطايرت شرارة أصابت مادة الفلّين العازلة الملاصقة للجدران. خلال ثوانٍ، اشتعلت المادة سريعًا، لتمتدّ النيران في دقائق إلى مختلف أجزاء المعمل.


ووفق المعلومات، يعمل بين 70 و80 عاملًا داخل المنشأة، وقد أسفر الحريق عن وفاة ثلاثة منهم: محمد أعصي، زياد نطار، وأنطونيو حوّاط.


لكن خلف هذه الكارثة القاتمة، تبرز قصة إنسانية استثنائية تُضيء على شجاعة نادرة وسط الفوضى. فالراحل أنطونيو حوّاط كان آخر من خرج من المعمل، لا لأنه تراجع أو تأخر، بل لأنه كان منشغلًا بإنقاذ زملائه.


ساعد العاملين واحدًا تلو الآخر، حمل بعضهم، أرشد آخرين وسط دخان كثيف، ولم يتردّد في إنقاذ عمّال من ذوي الاحتياجات الخاصة. وعندما أنهكه الدخان، وصل إلى الباب قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. إنها بطولة صامتة وسط كارثة مدوّية.


غير أنّ المأساة لم تكن نتيجة "شرارة تلحيم" فقط، بل نتيجة سلسلة إهمالات قاتلة.


أول هذه الإهمالات، وأخطرها، غياب مركز للدفاع المدني في المنطقة.


فرغم مطالبات الأهالي والبلديات لسنوات، بقي إنشاء المركز معلّقًا بسبب التجاذبات السياسية. ونتيجة ذلك، اضطرت فرق الدفاع المدني للقدوم من طرابلس والبترون، ما أدى إلى تأخير كبير في الوصول إلى موقع الحريق، في لحظات كانت فيها كل دقيقة ثمينة.


أما الفضيحة الثانية، فهي داخل منشأة "هوا تشكين" نفسها.


مصادر ميدانية أكدت لـ"ليبانون ديبايت" أنّ المعمل يفتقر إلى الحد الأدنى من تجهيزات السلامة:

لا مخارج طوارئ مجهّزة، لا مطافئ فعّالة، لا نظام إنذار، ولا أي إجراءات وقاية تناسب منشأة تضم عشرات العمال وتحتوي موادًا سريعة الاشتعال.


هذا الإهمال الفادح من إدارة المنشأة لم يضاعف حجم الكارثة فحسب، بل جعلها كارثة مكتملة الأركان – كارثة كان يمكن تفاديها لو توفّر الحدّ الأدنى من التخطيط والمسؤولية.


الحريق انتهى، لكن آثاره لن تنتهي قريبًا.


ثلاث عائلات فقدت أبناءها، عشرات العمال عاشوا لحظات رعب حقيقية، ومنطقة بأكملها صدمتها المأساة، ليتبلور السؤال الأكثر إيلامًا: إلى متى يبقى اللبناني رقمًا في سجل ضحايا الحوادث التي يمكن تلافيها بقدر قليل من الوعي والإجراءات الاحترازية؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة