"ليبانون ديبايت"
قد يكون من المبكر الحديث عن ملامح ومواصفات مرحلة ما بعد وقف النار في غزة، وانعكاسات إنهاء القتال على الساحة اللبنانية، لكن من الواضح أن المرحلة ستكون خطيرة للغاية، وما حصل في الساعات ال24 الأخيرة قد يشكل دلالةً على صورة ما سيكون عليه القادم من الأيام.
وفي انتظار اليوم التالي، يجزم الكاتب والمحلل السياسي علي حماده بأن المواجهة في غزة لم تنته، لكي نقول "ما بعد غزة"، موضحاً أن "الحرب كما عرفناها على مدى عامين، هي التي تنتهي". ويكشف المحلل حماده ل"ليبانون ديبايت"، عن مشكلة المراحل في غزة، فالمرحلة الأولى لم تكتمل والمرحلة الثانية مرتبطة بتسليم السلاح، وحتى الآن يبدو أن حركة "حماس" وباقي الفصائل ترفض تسليم سلاحها وتقول إن السلاح سوف يسلّم لقيادة سياسية مُنتخبة، بمعنى أن "الموضوع ما زال طويلاَ".
وبصرف النظر عمّا ستؤول إليه حرب غزة وخطة الرئيس دونالد ترامب، سواء انتهت بشكل نهائي أم لا، يؤكد حماده أنه من الضروري الإدراك بأن "الضغط الإسرائيلي سيستمر في لبنان وسيرتفع بشكل مضطرد، وما حصل صباح أمس من ضربة كبيرة على المصيلح، هو عينة من الضغوط".
ويشير حماده إلى أن "ضربة المصيلح، هي ذات طابع إقتصادي من الدرجة الأولى وتحمل في طياتها الكثير من التحذيرات، أبرزها التحذير لمناطق في الجنوب بعيدة عن مناطق العمليات التقليدية، أي أوتوستراد المصيلح".
ومن هنا، يرى حماده أن "النقطة الجغرافية للضربة الإسرائيلية، لها دلالاتها، فهي قرب منزل رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما أن الخسائر الفادحة هي ذات طابع إقتصادي وإعماري وإنشائي، ما يجعلها رسالةً من إسرائيل بأن إعادة إعمار الجنوب ممنوع قبل إنهاء المهمة الأساسية وهي نزع السلاح".
إلاّ أن حماده يعتبر أن رفض "حزب الله" المستمر لتسليم سلاحه، "سيؤدي إلى استمرار هذه الضربات، والتي قد تصل إلى ملامسة حدود الضربات الكبيرة، من دون أن تكون بالضرورة اجتياحاً، ولكنها قد تصبح أكثر عنفاً وأكثرعمقاً وأكثر امتداداً وخطورةً".
وبهذا المعنى يقول حماده إن إسرائيل تملك غطاءً دولياً من المجتمع الدولي الغربي والعالم العربي، ولكن ليس هناك من أي غطاء للسلاح، وبالتالي، فإن الدولة اللبنانية "واقعة بين نارين، نار انتقادات وهجوم الحزب عليها، رغم أن الحزب لا يقوم بما يتعيّن عليه بالنسبة لسلاحه، ونار المطالب الدولية".
ويتحدث حماده عن "نار ثالثة ربما، هي الرأي العام اللبناني الذي يرفض التعايش مع سلاح من خارج الشرعية، ما يزيد من خطورة الوضع، لأنه كلما تباطأت الدولة وتلكأت وحاولت أن تستوعب مسألة سلاح الحزب، سوف تُواجه بالتصعيد من إسرائيل، التي تمتلك كل الأدوات والإمكانيات الخاصة بها لكي تجعل من الوضع أكثر خطورةً، ولكي تذهب بالتصعيد المتدرج شيئاً فشيئاً نحو بعثرة الأوراق على الساحة اللبنانية.