اقليمي ودولي

العربية
الثلاثاء 14 تشرين الأول 2025 - 16:30 العربية
العربية

تحذير دولي: إعمار غزة يتجاوز إعادة البناء العمراني!

تحذير دولي: إعمار غزة يتجاوز إعادة البناء العمراني!

رغم أن ما تبقّى من غزة لا يتعدى أنقاضاً وركاماً، يرى باحثون أن إعادة البناء المادي ليست سوى المرحلة الأسهل في مسار أطول وأعقد نحو التعافي. فالمعركة الحقيقية، بحسبهم، تكمن في إعادة إعمار الإنسان وترميم الوعي واستعادة العملية التعليمية، إذ خسر القطاع جيلاً كاملاً من التلاميذ والمعلمين والبنية التحتية الأكاديمية.


وحذّر خبراء في دراسات ما بعد الحروب من أن إعادة إعمار غزة لن تنجح ما لم تُقَد من قبل مؤسسات وخبرات فلسطينية، مؤكدين أن التعافي في مجالات الصحة العامة والتعليم العالي والبحث العلمي والبيئة يتطلب إدارة محلية تفهم الواقع واحتياجاته الفعلية.


وجاء التحذير في تقرير نشرته مجلة "ناتشر" العلمية، بعد الاحتفالات التي شهدها القطاع عقب إعلان التوصل إلى المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، والتي صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية لاحقاً.


الحملة العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بعد هجمات 7 تشرين الأول 2023 تسببت في استشهاد أكثر من 67 ألف شخص، ودمار شبه كامل للبنية التحتية، بما فيها المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي.


وبحسب لجنة مراجعة المجاعة الدولية، فإن أكثر من 500 ألف شخص في غزة عانوا من المجاعة حتى نهاية آب الماضي، فيما يعاني نحو 55 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد، وفق مجلة The Lancet الطبية.


من جهته، كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن أكثر من 2200 من الكوادر التعليمية والطبية استُشهدوا منذ بدء الحرب، فيما لحقت الأضرار بـ 80% من الجامعات والكليات، ما أدى إلى تعطّل دراسة نحو 88 ألف طالب، بحسب اليونسكو.


يقول الباحث في جامعة نيلسون مانديلا بجنوب إفريقيا، سافو هيليتا، إن الأضرار التي لحقت بمنشآت التعليم العالي تُقدّر بـ 222 مليون دولار، بينما قد تصل تكلفة إعادة الإعمار إلى مليار دولار بالنظر إلى رفع الركام ومعالجة الذخائر غير المنفجرة. ويشير إلى أن الدعم الدولي السابق للتعليم العالي في فلسطين لم يتجاوز 20 مليون دولار سنوياً.


من جانبها، تؤكد أماني المقدمة، رئيسة العلاقات الدولية في الجامعة الإسلامية بغزة، أن أولويات القطاع لا تقتصر على البناء المادي، بل تشمل استمرار التعليم عن بعد، الدعم النفسي للطلاب، وإعادة ربط الأكاديميين بالعالم عبر المنح والمؤتمرات.


وتشدد الباحثة ناومي رينتول-هاينز من جامعة كانتربري البريطانية، على أن أي خطة دولية — بما فيها خطة ترامب — ستفشل إن لم تضع الغزيين في موقع القيادة، ليس فقط في إعادة بناء الحجر، بل في إعادة إعمار العقل والمؤسسات... وهو جوهر مستقبل غزة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة