وفي ظل هذا الارتفاع القياسي، عَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ معظم محال المجوهرات وتجار الذهب في لبنان توقّفوا عن تثبيت الأسعار أو إجراء عمليات الحجز المسبق وفق السعر العالمي، وأبلغوا زبائنهم بقرارهم هذا من دون تحديد موعد لاستئناف العمل بهذه الآلية.
ويبدو أن الأزمة أعمق من ذلك، إذ قال بشير حسّون، أحد كبار تجّار الذهب في لبنان، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "المسألة لم تعد تتعلّق بتثبيت السعر فقط، بل بما هو أخطر من ذلك، فنحن اليوم نواجه فقدانًا شبه كامل لسبائك الذهب والفضة في السوق اللبنانية".
وأضاف: "الأزمة التي بدأت عالميًا طالت لبنان، وهناك صعوبة كبيرة في تأمين سبائك الذهب والفضة، ما جعل السوق شبه مشلول".
وأوضح حسّون أنّ أزمة فقدان السبائك تعود إلى شركات التعدين حول العالم، إذ أن شدة الطلب على السبائك تتجاوز قدرة الشركات على الإنتاج.
وبالعودة إلى مسألة تثبيت الأسعار، أكّد أنّه، "اليوم لا يمكن تثبيت السعر بأي شكل من الأشكال، ومن قام بتثبيت السعر قبل هذه الفترة، سيتم تسليم السبيكة له بعد ثلاثة أشهر، بسبب النقص الحاد في المعروض".
وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فإنّ الشحّ في المعروض من سبائك الذهب والفضة لدى التجار أدى إلى ظهور سوق سوداء تُباع فيها الأونصة بأسعار تفوق السعر العالمي بنحو 200 دولار، نتيجة ارتفاع الطلب وانعدام التوريد النظامي.
ويشير مراقبون إلى أنّ هذا الوضع قد يستمرّ في الأيام المقبلة، خصوصًا في ظل المخاوف من استمرار الاضطرابات في الأسواق العالمية، وارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات.