اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الأربعاء 15 تشرين الأول 2025 - 15:31 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

مستقبل الفلسطينيين مبهم... تساؤل حول خطة السلام في غزة

مستقبل الفلسطينيين مبهم... تساؤل حول خطة السلام في غزة

رغم ما وُصف بأنه تقدم دبلوماسي تاريخي خلال زيارة خاطفة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، لا تزال تفاصيل خطة السلام المقترحة لغزة تثير جدلاً واسعاً وسط غموض يلف مستقبل الفلسطينيين ومصير الضفة الغربية المحتلة.


وخلال زيارته إلى إسرائيل ومصر، حقق ترامب ما يعتبره "انتصاراً سياسياً"، خاصة بالتزامن مع إطلاق سراح رهائن من غزة، إلا أنه تجنّب التوسع في الحديث عن العقبات التي تعترض مسار السلام، خصوصاً ما يتعلق بالشق السياسي لمستقبل الفلسطينيين.


وردّاً على سؤال بشأن حل الدولتين خلال وجوده على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" في طريق العودة إلى واشنطن، قال ترامب: "سأقرر ما أراه مناسباً لمستقبل غزة والفلسطينيين بالتنسيق مع الدول الأخرى". وأضاف: "أنا لا أتحدث عن دولة واحدة أو دولة مزدوجة أو دولتين. نحن نتحدث عن إعادة إعمار غزة"، ما عُدّ إرجاءً لأي نقاش سياسي واضح.


وعند عودته إلى البيت الأبيض، الثلاثاء، حضّ ترامب حركة حماس على إعادة جميع جثث الرهائن الذين قضوا في غزة، ملوحاً بأن "نزع سلاح الحركة" سيكون الخطوة التالية إذا لم تبادر من تلقاء نفسها، كما تنص خطته لإنهاء الحرب.


وبموازاة ذلك، وقّع ترامب مع قادة مصر وقطر وتركيا إعلاناً مشتركاً بشأن غزة، الاثنين، تعهّدوا فيه بـ"السعي لتحقيق رؤية للسلام" في الشرق الأوسط. غير أن الوثيقة، وفق دبلوماسي من دولة غير موقّعة حضر قمة شرم الشيخ، "أقرب إلى إعلان نوايا عام لا يتضمن خطوات تنفيذية واضحة".


وتشير الخطة، المؤلفة من 20 بنداً، إلى إنشاء قوة أمنية دولية وهيئات جديدة لإدارة غزة من دون مشاركة حركة حماس، وهي نقاط ما زالت تحتاج إلى توضيح آلياتها التنفيذية ومعايير تشكيلها.


وفي هذا السياق، تعتبر منى يعقوبيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن "الجزء الأسهل هو ما تحقق حتى الآن في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار"، محذّرة من أن "تحويل هذا الصراع إلى نموذج مختلف يتطلب تفاصيل أكثر وضوحاً من تلك المطروحة".


ويتفق معها غيث العمري، المستشار السابق في محادثات كامب ديفيد، قائلاً إن ترامب "يدرك جيداً التوقيت والفرص"، لكنه يشكّك في استمرار الانخراط الأميركي بالمستوى نفسه الذي ظهر في الأسابيع الماضية، خصوصاً في ظل ضعف الثقة في القيادة الفلسطينية الحالية برئاسة محمود عباس البالغ 89 عاماً، والذي "فقد الكثير من المصداقية"، على حد تعبيره.


أما بالنسبة للضفة الغربية المحتلة، فتبدو الخطة أبعد عن كونها إطاراً شاملاً لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وتنقل شبكة "سي إن إن" عن باربرا ليف، نائبة وزير الخارجية الأميركية السابقة لشؤون الشرق الأوسط، أن ترامب "تجنّب الحديث عن الجزء الغائب في النقاش: كيف يمكن ربط هذا الاتفاق بمسار حل سياسي يقود إلى دولة فلسطينية؟"، معتبرة أن الإشارة إلى "فتح مسار لتقرير المصير" للفلسطينيين جاءت "غامضة للغاية".


ويتزامن ذلك مع موقف واضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافض بشدة لفكرة الدولة الفلسطينية، وهو ما أعلنه عقب اعتراف دول مثل فرنسا وبريطانيا مؤخراً بدولة فلسطين. وفي المقابل، تبقى مسألة الضفة الغربية خارج النقاش التفصيلي للخطة.


ويحذر غيث العمري من أن التركيز على غزة قد يُبقي الضفة الغربية في دائرة الانفجار المحتمل، قائلاً: "التحدي لن يكون فقط في الحفاظ على وقف النار في غزة، بل في منع انهيار الوضع في الضفة الغربية"، بينما يرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "تسارع الاستيطان يشكّل تهديداً وجودياً لأي دولة فلسطينية مستقبلية".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة