أثارت مشاركة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في قمة شرم الشيخ للسلام حول غزة تفاعلات سياسية واسعة داخل العراق، بين من اعتبرها تطبيعًا تدريجيًا مع إسرائيل، ومن رأى فيها خطوة لتعزيز الحضور الإقليمي لبغداد وتأكيد موقفها من القضية الفلسطينية.
وشارك السوداني في القمة التي عُقدت الاثنين بدعوة من مصر والولايات المتحدة، بحضور أكثر من 20 قائدًا دوليًا وإقليميًا لمناقشة آليات تثبيت وقف إطلاق النار في غزة ضمن خطة ترامب للسلام.
مقتدى الصدر قال إن حضور السوداني قمة كان من المقرر أن يشارك فيها بنيامين نتنياهو يُعد "إهانة وتلميحًا للتطبيع".
شبل الزيدي، أمين عام "كتائب الإمام علي"، اعتبر المشاركة "مغازلة لمحور التطبيع" وابتعادًا عن "قرار تجريم العلاقات مع إسرائيل".
السياسي عدنان الزرفي قال إن الأمر قد يكون قبولًا ضمنيًا بحل الدولتين وهو ما يتعارض مع النهج العقائدي الرسمي في العراق.
النائبة عالية نصيف قالت إن مشاركة السوداني لا تعني التطبيع بل هي تثبيت لموقف العراق ضد نتنياهو وجرائم الحرب في غزة.
المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي شدد على أن المشاركة تأتي تأكيدًا لأهمية الدور الإقليمي للعراق وليس تغييرًا في موقفه من فلسطين.
في مقابلة مع CNBC، قال السوداني إن العراق يدعم خطة ترامب للسلام، معتبرًا أن ترامب "جاد في تحقيق حل دائم"، واصفًا الخطة بأنها "مهمة وقابلة للاستمرار".
كما أثار السوداني الجدل بوصفه توني بلير — المعروف بدوره في غزو العراق — بأنه "صديق للعراقيين" ويستحق النجاح في أي دور مستقبلي في غزة.
محللون يرون أن بغداد تحاول تأمين نفسها ضمن المظلة الدولية بعد حرب غزة لتجنب أي تصعيد إسرائيلي محتمل.
آخرون يعتبرون أن التيار الصدري يسعى إلى توظيف ورقة التطبيع انتخابيًا، خصوصًا أن الساحة السياسية تتجه نحو صراع ما بعد النتائج وليس ما قبلها.
تقديرات تقول إن العراق قد يستخدم حضوره الدولي كورقة حماية، لا كتموضع نحو التطبيع.