وتلفت المصادر إلى أن الرئيس تحدث عن التفاوض وفق الآلية نفسها المعتمدة في الترسيم البحري، حيث لم يكن التفاوض مباشرًا بل جرى عبر الوسيط الأميركي. كما أن اتفاق الـ1701 كان التفاوض بشأنه غير مباشر أيضًا، وعبر الأميركيين. وبالتالي، لم يأتِ الرئيس بجديد يُفاجئ الحزب أو يخرج عن السياق السابق للاتفاقيات.
وتتساءل الأوساط: أليست ورقة توماس باراك ورقة تفاوضية؟ سواء من جهة عرضها على الجانب اللبناني أو الإسرائيلي ليوافق عليها الطرفان؟ إذاً، فإن آلية مختلف أنواع التفاوض مع العدو الإسرائيلي تمرّ عبر الوسطاء، وتحديدًا الوسيط الأميركي.
وترجّح المصادر أن البعض ربما ربط كلام الرئيس بالتوقيت، أي بمرحلة ما بعد غزة، إلا أن الرئيس قد يكون اعتبر أنه، بناءً على اتفاق غزة والتدخل الأميركي الذي أدى على الأقل من حيث الشكل إلى الوصول إلى اتفاق بحضور دولي وعربي وازن، من الطبيعي أن يطرح فكرة أن يساعد المجتمع الدولي لبنان في وقف العدوان الإسرائيلي عليه وانسحاب العدو من النقاط المحتلة، عبر التفاوض غير المباشر، لذلك، يضع الحزب كلام الرئيس ضمن هذا السياق، من دون أن يحمله أكثر مما يحتمل.
وتشدّد المصادر على أن التواصل دائم بين الحزب والرئاسة الأولى، ولا شيء يمنع أن يزور مستشار الرئيس، العميد أندريه رحّال، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قريبًا، كما لا شيء يمنع من زيارة الأخير لقصر بعبدا، فقد عاد التواصل، على حد تعبير المصادر، إلى وتيرته السابقة، واللقاءات تتم وفق الضرورة والحاجة.