إسرائيل تتهم وحماس ترد… جثامين الرهائن في قلب معركة سياسية ودبلوماسية

أعلن وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر أن حركة حماس تحاول استخدام جثامين الرهائن كورقة ضغط ومساومة ضمن مسار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

في المقابل، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن الحركة ملتزمة بالاتفاق، لكن عملية استعادة الرفات تحتاج إلى وقت، نظراً لوجود عدد من الجثامين تحت الأنقاض وفي الأنفاق المدمرة، ما يتطلب معدات ثقيلة للحفر والبحث.

وشدد عبد العاطي، في تصريحات صدرت الخميس، على أهمية بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى ضرورة احترام الطرفين التزاماتهما. وكشفت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بحث هاتفيًا مع نظيرته البريطانية إيفيت كوبر آليات ضمان تنفيذ المرحلة الأولى بالكامل والانتقال إلى المرحلة التالية، إضافة إلى ضرورة تسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات تتناسب مع الاحتياجات الملحة.

كما جدد الوزير المصري التأكيد على أهمية صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحدد ولاية قوة دعم الاستقرار المزمع نشرها في غزة، "بالتنسيق الكامل مع الجانب الفلسطيني".

وفي بيان صدر اليوم الجمعة، أعلنت حركة حماس أنها مستمرة في الالتزام ببنود الاتفاق، بما في ذلك تسليم رفات جميع الرهائن الإسرائيليين المتوفين، لكنها أوضحت أن عدداً من الجثامين موجود تحت الأنقاض وفي أنفاق دمرتها القوات الإسرائيلية، وأن انتشالها يتطلب معدات غير متوفرة بسبب منع إدخالها إلى القطاع.

وحذّرت الحركة من أن أي تأخير في عملية التسليم تتحمل مسؤوليته حكومة بنيامين نتنياهو، متهمة تل أبيب بأنها تعرقل إدخال المعدات اللازمة لرفع الركام.

وجاء بيان الحركة بعد تحذير شديد اللهجة صدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لوّح فيه بأنه سيمنح إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف العمليات العسكرية إذا لم تُسلّم حماس كل الجثامين وفق الإطار الزمني المحدد.

وكانت خطة ترامب لوقف إطلاق النار قد نصّت على تسليم جميع الرهائن — أحياء أو أموات — قبل مساء الإثنين الماضي، مع السماح بتمديد تقني محدود إذا ثبت وجود جثامين عالقة تحت الأنقاض.

من جانبها، أعلنت إسرائيل أنها تسلمت فقط 9 جثامين من أصل 28، فيما طالبت عائلات الرهائن بتجميد تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق إلى حين استلام الرفات المتبقية بالكامل.

وفي سياق متصل، أعلنت تركيا أنها أرسلت فريقًا من الاختصاصيين إلى القطاع للمساعدة في عمليات البحث وانتشال الجثامين، فيما يواصل منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين الضغط على الحكومة، ملوّحًا بتعليق الدعم السياسي للاتفاق إن لم يتم استكمال عملية التسليم.