أقام المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك لقاءً حواريًا مع العلّامة السيد علي فضل الله تحت عنوان "مفهوم الكلمة في الإسلام"، تناول خلاله أهمية الكلمة ودورها في صناعة الوعي العام وبناء السلم الاجتماعي، كما أجاب عن مجموعة من الأسئلة المتصلة بآخر التطورات في لبنان والمنطقة.
واستهل فضل الله مداخلته بالتأكيد على أن "الكلمة، سواء كانت مقروءة أو مسموعة، إذا خرجت عن دورها الإصلاحي تصبح وسيلة لبث الفتنة وتأجيج الأحقاد"، مشيرًا إلى أن عصر الإعلام المفتوح ومنصات التواصل يجعل الخطأ ينتشر أسرع من الحقيقة.
وأضاف: "الله عز وجلّ نبّه عباده إلى أنّه رقيب على كلماتهم ليعلّمهم أن المطلوب ليس فقط الامتناع عن الإساءة، بل اختيار الكلمة الأحسن التي تُصلح ولا تستفز، لأن الشيطان يتسلل من الكلمات التي تصنع التوتر وتزرع البغضاء".
وشدد على أن المسؤولية لا تقع فقط على من يبدأ الحديث، بل حتى على من يردّ، لأن المؤمن مطالب بأن يكون مُصلحًا بالكلمة لا مُعطلاً للسلم الأهلي.
وفي ردّه على سؤال حول قضية تلوث المياه، انتقد فضل الله إدخال الملفات الحيوية في البازار السياسي والطائفي، معتبرًا أن "تسييس وتطييف كل قضية يؤجج الانقسامات ويحوّل البلد إلى ساحة إنتاج دائم للأزمات".
وأكد أن "التلوث الذي نعيشه لا يقتصر على المياه، بل يشمل السياسة والقضاء والإدارة والمال، وهذه كلها نار تحرق الوطن من الداخل".
وختم بالقول: "مشكلتنا أننا لم نبنِ دولة مواطنة بل تجمعات طائفية تتنازع على النفوذ، والواجب اليوم هو بناء منطق التضامن الوطني لمواجهة المشاريع التي تُرسم للبنان والمنطقة."