أكّد مفتي الجمهورية بالإنابة الشيخ أحمد قبلان أن لبنان يمرّ بـ"محن وطنية شديدة التشابك"، مشيرًا إلى أن أخطرها تلك المرتبطة بـالخيارات السيادية والسياسية والمناطقية، محذرًا من خطورة ما يتعرض له الجنوب والبقاع من "تسونامي غارات وعدوان إسرائيلي صاخب". وقال إن على الحكومة اتخاذ موقف وطني محسوب بدقة، مشددًا: "لن نتزحزح عن سيادة بلدنا وحقوق وطننا المظلوم".
وخلال كلمة ألقاها في احتفال تأبيني في زقاق البلاط، اعتبر الشيخ قبلان أن ما قُدّم دفاعًا عن لبنان "يفوق الخيال"، وأن المعركة الحقيقية هي ضد إسرائيل لا بين اللبنانيين أنفسهم، مضيفًا: "لا شيء أهم من الوحدة الوطنية والشراكة السيادية… الجيش والمقاومة ضمانة وجود لبنان".
ورأى أن الوحدة الوطنية ضرورة لانتشال البلاد من الانقسام والاندثار، معتبرًا أن المسيحية والإسلام يلتقيان على قيم العدالة والحق في مواجهة الاحتلال والظلم، واصفًا إسرائيل بأنها "شرّ مطلق وعدو مطلق"، ومشيرًا إلى أن الحلف الأطلسي "دخل على خط الحرب لكسر قوة الردع في لبنان"، لكن ما قُدم في هذه المعركة هو "صمود واستبسال لا مثيل له".
شدد قبلان على أن "الجنوب قبلة سيادة لبنان، وبيروت تستمد قيمتها من الجنوب"، مضيفًا أن من حرّر الأرض سابقًا "سيعيد الكرة من جديد"، مشيرًا إلى أن "قدرة وطنية على أرض التحرير مطلوبة، وإلا فإن لأهل الجنوب حسابًا آخر".
وفي سياق الحديث عن الانتخابات النيابية المقبلة، اتهم الشيخ قبلان بعض القوى السياسية بـالتعامل مع الاستحقاق بمنطق الدعاية الربحية التي تنسف الميثاق الوطني، مؤكدًا أن "التمثيل الوطني يجب أن يكون بخلفية لبنان لا بخلفية الزواريب الحزبية".
وقال إن الرئيس نبيه بري، طوال أكثر من أربعة عقود، كان "ضامنًا وطنيًا لا ضامنًا للكراسي الطائفية"، مشيرًا إلى أن من شارك في لعبة الاحتلال قبل وبعد اتفاق 17 أيار يحاول اليوم "إعادة كتابة التوازنات"، لكن "ميزان الرئيس بري تمثيل لبنان لا تمثيل الحملات الانتخابية".
الـــمــــزيــــــــــد
