أفادت بيانات منظمة "سيليستراك" غير الربحية، المتخصّصة في تتبّع الأقمار الصناعية، بأن شركة "سبيس إكس" المملوكة لرجل الأعمال إيلون ماسك باتت تسيطر على نحو ثلثي الأقمار الصناعية النشطة حول الأرض، في سابقة غير مسبوقة في تاريخ قطاع الفضاء التجاري.
وبحسب البيانات، وحتى 20 تشرين الأول 2025، أصبح 8562 قمراً صناعياً من أصل 12955 قمراً نشطاً في المدار الأرضي المنخفض جزءاً من كوكبة "ستارلينك" التابعة لـ"سبيس إكس"، أي ما يعادل نحو 66% من الإجمالي العالمي، فيما يوجد أكثر من 1500 قمر إضافي تابع للشركة خرج عن الخدمة أو لم يعد في المدار.
وتُظهر هذه الأرقام اتساع نفوذ ماسك في مجال الاتصالات العالمية، إذ تُمكّنه شبكة "ستارلينك" من الوصول المباشر إلى بيانات واتصالات تغطي مختلف القارات. وقد سبق لماسك أن صرّح عام 2023 قائلاً إنه يمتلك "بيانات اقتصادية عالمية فورية أكثر من أي شخص آخر على الإطلاق" بفضل سيطرته على شركات "تسلا" و"سبيس إكس" و"إكس".
تُعد "سبيس إكس" اليوم القوة المهيمنة في سوق الأقمار الصناعية التجارية، متقدمةً بفارق هائل على أقرب منافسيها: شركة "ون ويب" التي تمتلك 651 قمراً فقط.
وفي المقابل، تعمل مشاريع صينية على بناء كوكبات فضائية ضخمة تضم أكثر من 10 آلاف قمر صناعي بحلول عقد 2030 في محاولة لمجاراة هذا التوسع الأميركي.
ورغم خطط "سبيس إكس" لتوسيع شبكة "ستارلينك" إلى 42 ألف قمر صناعي، إلا أنها حصلت حتى الآن على ترخيص لإطلاق 12 ألف قمر فقط.
وتثير هذه الزيادة المتسارعة مخاوف بيئية، إذ صُمّمت أقمار "ستارلينك" لتعمل لنحو خمس سنوات فقط قبل أن تُنفّذ عملية احتراق موجه أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي.
وتداول ناشطون خلال الأسابيع الأخيرة مقاطع تُظهر حطام أقمار "ستارلينك" يحترق في السماء، فيما سجّل عالم الفلك جوناثان ماكدويل من مركز هارفارد–سميثونيان للفيزياء الفلكية، متوسط هبوط قمرين صناعيين يومياً عام 2025، متوقعًا ارتفاع العدد إلى خمسة أقمار يوميًا في الأعوام المقبلة.
وأكد ماكدويل أن هذه العمليات لا تشكل خطرًا مباشرًا على البشر، لكنها قد تُطلق ملوّثات دقيقة تسهم في الإضرار بالغلاف الجوي وزيادة الاحتباس الحراري، داعيًا إلى مراقبة التأثير البيئي لتوسع "ستارلينك" بشكلٍ أدق.