يؤكد الكاتب والمحلل السياسي جوني منيّر، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن الموفد الأميركي توماس باراك سيعود إلى بيروت في السابع من تشرين الثاني المقبل، مشيراً إلى أن "هذه الزيارة تأتي في سياق ترجمة تحذيره الأخير، الذي تضمّن تهديدًا واضحًا بأن إسرائيل قد تتحرك بشكل أحادي إذا لم يتم نزع سلاح حزب الله".
وبحسب منيّر، فإن "باراك سيبحث خلال زيارته ما أنجزه لبنان حتى الآن، وسط قناعة أميركية بأن الوقت لم يعد متاحًا أمام الدولة اللبنانية لتنفيذ المطلوب منها، لافتًا إلى أن التحذير العلني الأخير كان تمهيدًا مباشرًا لهذه الزيارة".
ويعتبر منيّر أن "صيغة التحذير تعكس لغة ورسائل معتادة لمسؤولين أميركيين، وتشير إلى وجود رأيين متقابلين حول طبيعة الرسالة الأميركية، الرأي الأول يرى أن ما يصدر عن واشنطن لا يتعدّى كونه تهويلاً سياسيًا بعد سقوط اقتراح التفاوض الذي كان مطروحًا عقب وقف إطلاق النار، ضمن مسار التفاوض غير المباشر مع إسرائيل،ويستند أصحاب هذا الرأي إلى أن الجيش الإسرائيلي في الجنوب لا يتخذ وضعية هجومية، بل يعتمد تشكيلات دفاعية رغم المناورات الجارية، ما يشير، برأيهم، إلى غياب مؤشرات حقيقية على نية تصعيد عسكري وشيك".
في المقابل، يشير إلى أن "الرأي الثاني يعتبر أن ما يجري ليس مجرد تهويل، بل إنذار فعلي وتحضير لمرحلة مقبلة قد تشهد تصعيدًا، حيث كانت مثل هذه التصريحات تصدر قبل اندلاع الحرب السابقة، وكان مسؤولين لبنانيين آنذاك لا يصدقونها حتى وقعت الحرب فعلًا، فحتى في فتراتٍ ماضية، كان الجيش الإسرائيلي يعتمد تشكيلات دفاعية على الحدود اللبنانية، ومع ذلك، خلال ساعات قليلة، تغيّر الوضع واندلعت الحرب الكبيرة".
إنطلاقًا من ذلك، يشدّد منيّر على أنه "لا يجوز الاستخفاف بما يجري حاليًا، لأن الأمور قد تتبدّل بسرعة،، فالواقع السياسي الداخلي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يدفعه إلى القيام بخطوة كبيرة، بعد التطورات التي شهدتهاغزة".