ويرى حميّة، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنه لا توجد تحضيرات لحرب برية على لبنان، إنما الحرب الجوية مستمرة، والتقييمات تشير إلى أنها قد تطول، من المرجّح أن تستمر لأشهر من خلال مسيرات وضربات ووسائل أخرى لفرض الضغط على لبنان، وإخضاع المحاور اللبنانية، وبالأخص العهد، ليفعل حركة داخلية تفيد العدو الإسرائيلي على حساب مصلحة لبنان، في النهاية، الضامن الأميركي يعطي أولوية لأمن إسرائيل وليس لأمن لبنان، واهتمامه الإقليمي منصبّ في اتجاهات أخرى، بينما يركّز العدو الإسرائيلي بشكل رئيسي على إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين".
ويشير إلى أن "ما جرى من خسائر في صفوف العدو الإسرائيلي وقد كررت هذا الأمر أكثر من مرة، العدو لا يعترف بخسائره الحقيقية، حجم خسائره مذهل، فإذا علمنا بحجم هذه الخسائر نستطيع فرض شروطنا عليه، هناك نتائج من الداخل الإسرائيلي تشير إلى أن الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي بآلاف القتلى، وليس كما يدّعي كذبًا ونفاقًا، أقولها بوضوح، الخسائر العسكرية الإسرائيلية مرتفعة جدًا، العدو بحاجة إلى وقت لإعادة ترميم قدراته، وسيحتاج إلى وقت وفق إمكاناته".
ويلفت إلى أن "المشهد الحالي من مسيرات وتدريبات على الحدود ومناورات جوية وضرب مواقع لا قيمة عسكرية أو أمنية لها داخل لبنان، هي رسائل ضغط وتخويف تستهدف المدنيين، وتثير حالة من الرعب، وتلحق أضرارًا بمعدات وبُنى تحتية وتمنع عملية إعادة الإعمار، كل هذه الأمور تأتي مع تحرّكات دبلوماسية ومجيء مبعوثين أميركيين إلى المنطقة".
ويعتبر أنه "من المنظور السياسي، إذا كان للمفاوض اللبناني هامش مناورة ولو محدود الآن، فمن الحكمة استثماره، توجيه رسالة واضحة إلى الوسيط الأميركي وإلى الجانب الإسرائيلي، وبالأخص إلى الأميركي البراغماتي، مفادها أن الوقت يداهمه بحرب مع الصين إن كانت اقتصادية أو التفافية أو عسكرية، وأن موضوع السلاح شأن داخلي يُعرض على طاولة استراتيجيات الأمن الوطني، لكن قبل الخوض في ذلك نطالب وبقوة بتطويق القرار الإسرائيلي ومنعه، سواء عبر ضربات جوية أم حملات برية أم بأي شكل آخر، ووقف الاعتداءات الجوية وبدء الانسحاب من الأراضي اللبنانية".
ويشدّد حميّة على أن "الهدف من الضغوط الإسرائيلية والأميركية هو أن يقوم لبنان بمفاوضات مباشرة، بينما لبنان يريد مفاوضات غير مباشرة، وبمجرد بدء الجلوس، أي وجود شخص مدني ضمن الفريق العسكري (الجيش اللبناني) يعني تطبيعًا، ولبنان لا يريد ذلك، وبالتالي يمكنه العودة إلى اتفاقية الهدنة، لكن يجب الانتباه إلى محاولة إخضاع لبنان والعهد لاتفاقيات مباشرة وإعادة لبنان إلى 17 أيار جديد."