هاجم وزير المالية في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بتسلئيل سموتريتش، اليوم الخميس، فكرة التطبيع مع السعودية مقابل إقامة دولة فلسطينية.
وخلال مؤتمر نظّمته صحيفة "مكور ريشون" اليمينية، تساءل سموتريتش: "تطبيع مع السعودية مقابل دولة فلسطينية؟ وعن ذلك أجيب: لا، شكرًا. ليواصلوا ركوب الجمال في الصحراء. ما دمت في الحكومة، ستُفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) قبل نهاية الولاية الحالية".
وأضاف: "الاعتراف الأميركي ليس شرطًا لتطبيق السيادة، فنحن لسنا دولة تابعة للولايات المتحدة، بل تجمعنا بها قيم ومصالح مشتركة فقط".
وفي ما يتعلق بمستقبل قطاع غزة بعد الحرب، قال سموتريتش إنّه "لن تكون هناك قوات تركية أو مصرية في غزة، والخطر الأكبر هو أن تتولى السلطة الفلسطينية الحكم هناك، فهذا سيكون مثل استبدال بقرة بحمار. يجب إيجاد كيان جديد لا يكون لا السلطة ولا حماس".
وفي شأن الجثامين المحتجزة لدى حركة حماس، قال الوزير الإسرائيلي: "كنا نعلم منذ البداية أن حماس لن تعيد جميع الرهائن والقتلى، ويجب استعادة أكبر عدد ممكن منهم لدفنهم في إسرائيل، لكن الهدف الرئيسي يظل تفكيك حماس في غزة، وهو تحدٍّ هائل".
وتأتي تصريحات سموتريتش بعد يوم واحد من مصادقة الكنيست بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون قدّمه النائب آفي معوز، يقضي بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، حيث صوّت 25 نائبًا لصالحه مقابل 24 معارضًا. كما تم تمرير مشروع قانون آخر طرحه أفيغادور ليبرمان، يقضي بتطبيق السيادة على مستوطنة معاليه أدوميم، بأغلبية 32 صوتًا مقابل 9.
وقد صوّت لصالح القانون نواب من حزبي الصهيونية الدينية والقوة اليهودية، إضافة إلى النائب يولي إدلشتاين من حزب الليكود، رغم معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طلب تأجيل النقاش في الموضوع خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إلى إسرائيل.
وبرّر إدلشتاين موقفه قائلاً: "الآن تحديدًا، السيادة الإسرائيلية على كل أجزاء وطننا هي واجب الساعة. لقد ناضلت طوال حياتي من أجل أرض إسرائيل، وأدعو كل الكتل الصهيونية لدعم هذا القانون".
أما حزب الليكود، فأصدر بيانًا اعتبر فيه أن "الاقتراح مجرد استفزاز من المعارضة، يهدف إلى الإضرار بعلاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة وبالإنجازات التي حققتها الحكومة في الحرب".
وفي خطوة غير معهودة، وفي أول رد فعل سياسي على تصريحات سموتريتش، غرّد رئيس المعارضة يائير لبيد باللغة العربية موجّهًا كلامه إلى السعودية، قائلاً: "لأصدقائنا في المملكة العربية السعودية وفي الشرق الأوسط، سموتريتش لا يمثّل دولة إسرائيل".
ودعا لبيد، في تغريدة ثانية بالعربية أيضًا، الوزير الإسرائيلي إلى الاعتذار، قائلاً: "بدلًا من السعي إلى الترويج لاتفاقيات من شأنها تغيير وجه الشرق الأوسط، يُعبّر أعضاء هذه الحكومة عن أنفسهم بتصريحات مؤذية. لا يُقاد التغيير هكذا. على سموتريتش أن يعتذر".