أكد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أنّ لبنان يقف اليوم أمام فرصة تاريخية لا يجوز إضاعتها بالانشغال بما لا يفيد، مشدداً على أنّ الحلّ بيد اللبنانيين أنفسهم، ومن الضروري البحث عنه داخل الإطارين التاريخي والجغرافي للبلاد.
وقال ميقاتي خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح قسم غسيل الكلى في مستشفى المنية الحكومي، الذي أُقيم برعايته وبحضور وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، إنّ الحلّ "متاح من خلال مفاوضات فورية تنطلق من مضامين اتفاق الهدنة الذي لا يزال ساري المفعول بقوة القانون الدولي، مع إجراء الترتيبات اللازمة لتحديثه بما يواكب التطورات التي شهدتها المنطقة"، موضحاً أنّ هذا الإطار "يحفظ سيادتنا، ويصون حدودنا، وينزع أيّ ذريعة من عدوّ يتربّص بنا شرّاً".
وتناول ميقاتي في كلمته أهمية هذا المشروع الصحي، مشيراً إلى أنّ المركز الجديد الذي أُنشئ بهبة من جمعية العزم والسعادة الاجتماعية وتجهيز من وزارة الصحة، سيؤمّن خدمة أساسية لأبناء المنطقة ويوفّر عنهم عناء التنقّل إلى مستشفيات بعيدة.
ووجّه تحية إلى الوزير ناصر الدين على "جهوده ومناقبيته التي يجمع عليها الجميع"، مشيداً بـ"عمله الدؤوب لخدمة اللبنانيين كافة".
وأضاف، "تعود بي الذاكرة إلى عام 2011 حين افتُتح هذا المستشفى رغم كل العراقيل، واليوم نشهد على فصل جديد من تطويره لخدمة أبناء المنطقة، بالتعاون بين وزارة الصحة والجمعية".
كما تحدّث ميقاتي عن أهمية التعاون بين العملين السياسي والإنمائي، مؤكداً تكاملهما، ومثمّناً التعاون مع النائب أحمد الخير في متابعة المشاريع الإنمائية في المنية.
وقال: "النائب الخير في كل زيارة يحمل معه لائحة طويلة من المطالب لأبناء منطقته، يسعى لتحقيقها بكل إخلاص ورقي، ونحن نضع يدنا بيده لخدمة المنية وأهلها".
وفي الشق السياسي، دعا ميقاتي إلى التحلّي بالحكمة والتعقّل في معالجة الأزمة اللبنانية الراهنة، قائلاً: "لنخرج من دوامة الأزمات عبر الواقعية والتجرد، بعيداً عن الأحقاد والمكايدات السياسية. الخطر داهم، ولا نملك ترف الوقت، ومصلحة الوطن يجب أن تكون فوق كل اعتبار".
وأضاف، "إما أن نغرق جميعاً، أو ننجو معاً. ومن موقعي كمواطن أولاً، أدعو جميع المسؤولين إلى وقفة ضمير وإيجاد الحلول الممكنة في هذا الظرف المصيري. من هم على رأس السلطة قادرون على إخراج لبنان من المأزق بأقل الأضرار".
وختم ميقاتي قائلاً: "الحلّ المتاح لنا اليوم قد لا يكون كذلك غداً. يكفي لبنان ما عاناه من أزمات أمنية واقتصادية واجتماعية. فلنغتنم الفرصة التاريخية قبل أن تضيع بالتلهي بما لا يفيد، وبما يعيدنا إلى الوراء".