المحلية

ليبانون ديبايت
السبت 25 تشرين الأول 2025 - 13:42 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

استيراد مرشّحين من الخارج… ستريدا جعجع تتخطّى القاعدة القواتية في كسروان؟

استيراد مرشّحين من الخارج… ستريدا جعجع تتخطّى القاعدة القواتية في كسروان؟

"ليبانون ديبايت"


علم “ليبانون ديبايت” أنّ “القوات اللبنانية” تتّجه إلى استقدام أحد المرشحين من الخارج لخوض الانتخابات النيابية المقبلة في دائرة كسروان، وهو غوستاف قرداحي، الذي ينتمي إلى الحزب منذ أيام دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت، قبل أن يغادر لبنان منذ سنوات طويلة ولا يزوره إلا في فترات متقطّعة.


هذه الخطوة، التي تُعدّ سابقة في الأداء الانتخابي القواتي، أثارت استياءً واسعًا داخل القاعدة الحزبية في كسروان، خصوصًا أنّ عددًا كبيرًا من المناضلين القواتيين الذين قدّموا سنوات من الالتزام والنضال التنظيمي، تمّ استبعادهم من خيارات الترشيح، لمصلحة شخصٍ غائبٍ عن الأرض والناس، في منطقة تُعدّ من أكثر الدوائر حساسية في التوازن المسيحي الداخلي، لا سيما أنها تُشكّل اختبارًا مباشرًا لوزن “القوات اللبنانية” داخل الشارع الماروني.


وبحسب المعلومات، فإنّ شخصياتٍ قواتية ناشطة على الأرض مثل الدكتور جوزيف خليل، وعضو نقابة المحامين مايا الزغريني، ورجل الأعمال نهرا بعيني ، طُرحت أسماؤهم كمرشحين طبيعيين لما يتمتّعون به من حضور حزبي وشعبي يومي، إلّا أنّ قرار القيادة الحزبية النهائي تجاهل هذه الأسماء، في خطوةٍ وُصفت داخل القاعدة بـ”المجحفة” و”المستفزّة”.


مصادر متابعة اعتبرت، في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت”، أنّ “ما يحصل هو تخطٍ واضح لإرادة الكوادر التي تعمل يوميًا في الميدان، مقابل تفضيل وجوهٍ لا خلفية سياسية لها سوى قربها من الدائرة الضيّقة لزوجة رئيس الحزب ستريدا جعجع”، مضيفةً أنّ “الهدف من هذه السياسة هو إبقاء إدارة الملف الانتخابي في يد النائب جعجع شخصيًا، بعيدًا عن تأثير القاعدة، لضمان التحكّم الكامل بالقرار وإغلاق الباب أمام أي رأي مغاير داخل الحزب”.


وتُقرأ هذه الخطوة أيضًا في سياقٍ أوسع داخل “القوات اللبنانية”، حيث تسعى النائب ستريدا جعجع إلى إحكام قبضتها على مفاصل القرار الانتخابي، ليس فقط في بشري معقلها التاريخي، بل أيضًا في دوائر أخرى تُعتبر حيوية في رسم الخريطة القواتية الجديدة. فاختيار مرشّح من خارج البيئة المحلية في كسروان، مع ما يحمله من دلالات، يُظهر أنّ القيادة تتعامل مع الترشيحات كملف إداري بحت يُدار من معراب، لا كمحصّلة تشاورية نابعة من إرادة القاعدة.


وتذهب التحليلات إلى أبعد من ذلك، إذ تشير إلى أنّ ستريدا جعجع تسعى إلى اختيار نوّاب ووزراء أقلّ خبرة سياسية كي تبقى قادرة على التحكّم بمسارهم في المراحل المقبلة، إذ تخشى المناضلين المخضرمين الذين يملكون شرعية النضال والخبرة التنظيمية والسياسية، والذين قد يشكّلون تهديدًا لهيمنتها داخل الحزب. ومن هذا المنطلق، يرى مراقبون أنّ استبعاد الدكتور فادي سعد من النيابة لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة خلافات داخلية وتباينات في الاجتماعات الحزبية مع ستريدا نفسها، بعدما رفض الانصياع الكامل لخياراتها.


وتحذّر مصادر حزبية من أنّ هذا النهج، إن استمر، سيُعمّق الشرخ داخل الصف القواتي، وخصوصًا في المناطق التي تُعدّ خزّانًا تنظيمياً للحزب، لأن تجاوز المناضلين الفعليين لصالح أسماء مُستوردة من الخارج يعني عمليًا ضرب الرابط العضوي بين الحزب وقاعدته، واستبداله بعلاقة سلطة فوقية تفرض الترشيحات وتحدّد الولاءات.


وتختم المصادر بالقول إنّ “استيراد مرشّحٍ من الخارج، في وقتٍ يزخر فيه الداخل بالكفاءات، يشكّل رسالةً سلبية إلى المناضلين، ويُظهر أنّ القيادة تسير في اتجاهٍ معاكسٍ لما يُفترض أن يكون حزبًا قائمًا على المشاركة القاعدية والديمقراطية الداخلية”.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة