"Red TV"
أثارت المواقف الإيجابية المتكرّرة من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل تجاه البيئة السُنّية في لبنان انتباه المراقبين.
دعمٌ غير مسبوق لمقام رئاسة الحكومة يتوازى مع الدعم التقليدي لموقع رئاسة الجمهورية، ومقاربة لأدقّ الملفات وأكثرها حساسية، وهو ملفّ الموقوفين الإسلاميين، خاطَها باسيل بحرفية بالغة، فطالب بالعدل ووقف الظلم لمن لم يُحاكَم بعد، لا بل بعفوٍ خاص لهذه الفئة من الموقوفين. في المقابل، شدّد على محاسبة من اعتدى على عناصر الجيش اللبناني، داعيًا إلى الصرامة في مثل هذه القضايا، احترامًا للجيش اللبناني وشهدائه ومشاعر أهاليهم.
وإذ لا يستبعد المراقبون المزيد من الإشارات اللافتة والإيجابية في هذا الإطار، استوقفهم أيضًا وضع باسيل هذه المواقف ضمن إطار احترام شعور البيئة السُنّية وهواجسها المعروفة.
وهذه المواقف والإشارات تتجاوز البعد السياسي التقليدي لتطال عمق تفكير البيئة الشعبية السُنّية، وبالتالي تُشكّل خطوة باسيل تطويرًا معمّقًا للتفاهمات السابقة التي تمت مع “تيار المستقبل”، والتي كانت شرائح سُنّية على يمين “المستقبل” آنذاك قد قاربتها على أنّها تمت بين القيادات ولم تطل القاعدة الشعبية.
واعتبرت أوساط في “التيار” لريد تي في أن مواقف باسيل تأتي ضمن سياقٍ دائم ومتواصل، إذ إنّ “التيار” لم يُقفل يومًا الباب أمام أي حوار أو سعيٍ للتفاهمات الوطنية. وتوضح أنّ هيئاته المركزية والمناطقية نظّمت دائمًا حواراتٍ وطاولاتٍ مستديرة مع نُخبٍ سُنّية خاصة، هدفت إلى تبديد سوء الفهم والتركيز على النقاط المشتركة، وبالتحديد في مناطق ذات تكوينٍ مجتمعيٍّ متنوّع.